رئيس التحرير
عصام كامل

ردود فعل دولية واسعة على وفاة أرييل شارون

 ارييل شارون
ارييل شارون

قدم قادة ورؤساء حكومات الدول الغربية تعازيهم لإسرائيل بوفاة رئيس الوزراء الأسبق شارون. فيما قال الرئيس الأمريكي الأسبق كلينتون بأنه كان "شرف كبير له" أن عمل مع شارون.

وجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما تعازيه إلى الإسرائيليين وأسرة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ارييل شارون الذي توفي اليوم (السبت)، معتبرا أنه "زعيم كرس حياته لدولة إسرائيل". وقال أوباما في بيان مقتضب: "نجدد التزامنا الراسخ بالحفاظ على أمن إسرائيل وتمسكنا بالصداقة الدائمة بين بلدينا وشعبينا".

وأضاف الرئيس الأمريكي: "ما زلنا متمسكين بالسلام الدائم والأمن لشعب إسرائيل، عبر التزامنا بتحقيق هدف قيام دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن".

الغرب: "شارون خدم إسرائيل"

ويختلف هذا البيان الرئاسي القصير من حيث الطول مع البيان الذي أصدره وزير الخارجية جون كيري، الذي كان سناتورا حتى العام 2013. وقال كيري في بيانه الطويل والحار إن "مشوار ارييل شارون هو نفسه مشوار إسرائيل (...)". وأضاف إن "حلم إسرائيل كان مبرر حياته وقد خاض كل المخاطر من أجل تحقيق هذا الحلم". وتابع كيري: "ليس سرا أن الولايات المتحدة كانت لها أحيانا خلافات معه". مضيفا: "لكن سواء اتفقت معه أم لا، فإن مواقف إريك (تسمية يطلقها الإسرائيليون على شارون تحببا) كانت دائما واضحة، ولا يمكن إلا الإعجاب بهذا الشخص المصمم على ضمان أمن الدولة اليهودية وبقائها".

ووصف الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون وزوجته وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، ارييل شارون بأنه "زعيم وهب حياته لإسرائيل". وقال بيل وهيلاري كلينتون في بيان عزاء صدر بعد إعلان وفاة شارون بفترة قصيرة: "لقد كان شرف العمل والجدل معه ورؤيته دائما يحاول إيجاد الطريق الصحيح لبلده الحبيب".

من جانبهم، نعى زعماء أوربيون ارييل شارون، الذي توفي عن عمر ناهز 85 عاما. وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل: "كان ارييل شارون وطنيا إسرائيليا أسدى خدمة جليلة لبلاده". وأضافت: "بقراره الشجاع بسحب المستوطنين الإسرائيليين من قطاع غزة، اتخذ خطوة تاريخية نحو المصالحة مع الفلسطينيين وحل الدولتين".

وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن شارون كان "أحد أهم الشخصيات في التاريخ الإسرائيلي. وكرئيس للوزراء اتخذ قرارات شجاعة ومثيرة للجدل سعيا للسلام". كما قدم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الاتحاد الأوربي هيرمان فان رومبوي تعازيهما وذكرا الدور "الرئيسي" الذي لعبه شارون". في حين وصف الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز شارون بأنه كان "جنديا شجاعا وقائدا جسورا"، وأشاد بيريز برفيق دربه بكلمات ملؤها التأثر في بيان ذكر فيه: "خسر صديقي العزيز آرييل شارون اليوم معركته الأخيرة...".

رايتس ووتش: "شارون أفلت من العقاب"

من ناحيتها، اعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية في بيان أنه "من المؤسف أن يذهب شارون إلى القبر قبل المثول أمام القضاء لدوره في (مجازر) صبرا وشاتيلا (في بيروت عام 1982) وانتهاكات أخرى" لحقوق الإنسان. وقالت المتحدثة باسم هيومن رايتس ووتش لمنطقة الشرق الأوسط سارة لي ويتسون إنه: "بالنسبة للآلاف من ضحايا الانتهاكات، فإن وفاة شارون من دون مثوله أمام القضاء تزيد من مأساتهم". وأضافت "وفاته تذكير مؤسف إضافي بأن سنوات من الإفلات من العقاب لم تفعل شيئا في سبيل الدفع قدما بالسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين".

وأشارت المنظمة الحقوقية إلى أن لجنة تحقيق إسرائيلية مستقلة توصلت إلى أن شارون اتخذ شخصيا قرارا بترك عناصر الميليشيات المسيحية في بيروت يرتكبون مجازر صبرا وشاتيلا باعتبار أنه لم يكن بإمكانه تجاهل مخاطر حصول مجزرة. وأرغِم شارون، حين كان وزيرا للدفاع، على الاستقالة بعد تحميله من جانب لجنة تحقيق إسرائيلية "مسئولية غير مباشرة"، ولكن شخصية، في المجازر التي راح ضحيتها مئات المدنيين الفلسطينيين، ونفذها عناصر من ميليشيات مسيحية لبنانية في مخيمي صبرا وشاتيلا في بيروت عام 1982.

الفلسطينيون يأسفون لعدم محاكمته

أما القادة الفلسطينيون فوصفوا شارون بأنه "مجرم" وأبدوا أسفهم لأنه لم تتم إحالته على العدالة الدولية قبل وفاته. وقالت حركة فتح إن "شارون كان مجرما بحق الشعب الفلسطيني وهو قاتل والمسئول عن قتل الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات"، وأضافت: "كنا نتمنى أن تتم محاكمته أمام محكمة لاهاي لمجرمي الحرب بسببه جرائمه ضد الشعب الفلسطيني وقياداته".

فيما قالت حركة "حماس" الفلسطينية إن "وفاة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق آرييل شارون بعد 8 أعوام من الغيبوبة هي "آية من آيات الله وعبرة لكل الطغاة".

وأعلنت إسرائيل عن وفاة شارون رسميا السبت (11 يناير/ كانون الثاني 2014) عن عمر يناهز الخامسة والثمانين عاما، بعد أن رقد في حالة غيبوبة منذ نحو ثماني سنوات جراء إصابته بسكتة دماغية.

ع.م/ ف.ي (أ ف ب، د ب أ)

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل

الجريدة الرسمية