الثورة الثانية
الثورة الثانية، هى ما يخاف منه الشعب الآن وهل نحن الآن فى مقدمات ثورة ثانية بالفعل فى مصر؟ وهل مصر قادرة على تقبل هذا أم أنها ستتهاوى إلى ما لا يحمد عقباه؟
هل الإجراءات التى اتخذتها الحكومة والجماعة التى لم تعترف بالطرف الآخر هى السبب؟ أم أن الانقسام الذى لم يعالج هو السبب؟ أم أن الديمقراطية كدرس لم يتم استيعابه حتى اليوم؟ هل تسير مصر على الطريق السليم أم أنها أخطأت الطريق وسط الانقسامات والمشكلات وسوء التنظيم والإدارة وكيف لنا أن نتخطى الأزمات المتلاحقة التى أثرت على حياة المواطن العادى وأصابته فى مقتل.. لم يعد يعيش المواطن كما كان وأصبحت حياته كلها خوف، خوف من الانفلات الأمنى ونقص الغذاء وانهيار المستوى المعيشى إلى أن أصابه الفقر وأصبح لا يعرف ماذا يفعل.
الخوف من الغد هو المسيطر على المواطن المصرى، خوف من الجوع وخوف من الفقر وانعزاله عن العالم وخوف من المستقبل.. فكل هذه المخاوف تسيطر الآن على الجميع ولعل ما يحدث من أسوا ما تتعرض له مصر من أبنائها، فبعد سنوات طويلة من انعدام الديمقراطية ظهرت فجأة للناس ليجدوا أنفسهم جميعا يتحدثون فى السياسة والجدل السياسى الذى سيطر على المناقشات فى جميع اللقاءات والمحافل ووصل حيز الجدل إلى أن خسر الأصدقاء والأهل أقاربهم لانقسامهم فى الرأى وما تبعه من ضحل مستوى النقاش حتى على شاشات التليفزيون وصعود أقوام وهبوط آخرين والأحاديث التى ملأت التليفزيون من تصريحات لجميع المنتمين للجماعة على أنهم متحدثين رسميين للرئاسة، ما أشاع الفوضى الإعلامية لوجود تصريحات من كل من هب ودب ووقف أمام الكاميرا ليصرح تارة بشرعية وتارة بحلال وحرمانية.
لقد أضرت الجماعة الرئاسة، فبدلا من أن تسعى الرئاسة لتجميع الشعب بطوائفه واختلافاته حول الحكم اتجهت نحو الانقسام وعدم الاهتمام بالرأى الآخر والاعتراف بأن هناك من يشاركونهم الوطن ولابد من الأخذ برأيهم والاستعانة بمشورتهم حتى وإن اتهموا بأنهم من أذيال النظام القديم.
علينا جميعا أن نعى أننا إن لم نلتفت إلى ما يحدث ونحافظ على البلاد سيندم الجميع على فقدان مصرنا العزيزة، إننا أمام تحد ليس سهلا وإنما تحدى لا يواجهه إلا إرادة شعبية لا تعرف الانكسار، إرادة نحو التوافق على مصلحة البلاد، ما سيمنع انزلاق مصر فى دوامة هى فى غنى عنها.
أرجو أن نتيقن أن العدو متربص بنا ولا يمكن استيعاب ما يحدث ونتائجه، إن العالم ينظر لمصر الآن وهل ستحقق الثورة الآمال والأحلام التى انتظرها المصريون أم أن الآمال والأحلام قد ضرب بها عرض الحائط والفاعل هو المصريون أنفسهم.