رئيس التحرير
عصام كامل

ليس هذا وقت الجدل !!


ينبغي ألا ننشغل بما يثيره البعض من مسائل فرعية لا تدخل أصلًا ضمن أولويات الوقت ولا اهتمامات المواطن البسيط.. ولا تتحمل المرحلة الحالية ترف الجدل والخلاف حولها.. بينما الدولة في معركة طاحنة ضد الإرهاب وأذنابه هي لا تدخل أصلا ضمن الأولويات الوطنية الواجبة.. ويدخل في هذا اللغو حديث البعض هنا وهناك عن محاكمة نشطاء سياسيين تلاحق بعضهم شبهات لو صحت فهي ترقى للخيانة العظمى.. وأعتقد أن فتح هذا الملف ضروري حتى يعرف الرأي العام حقيقة هؤلاء وما ارتكبوه في حق وطنهم.. كما يقحم البعض قانون التظاهر ويعتبره سببا لانقسام محتمل في جبهة 30 يونيو.


ولست أدري ماذا تفعل أي دولة إزاء جامعات تشتعل عنفا وإجرامًا لتعطيل الدراسة بالقوة من جانب الإخوان اليائسين.. ثم يزداد المشهد سخونة بمسيرات جماعة الإخوان الإرهابية "غير السلمية" وخاصة يوم الجمعة من كل أسبوع والاعتداءات المتكررة على المواطنين السلميين وسقوط قتلى وإصابات بالغة.. وتحريض الإخوان المستمر للعمال والموظفين للإضراب والتظاهر لإرباك الحكومة.

في أجواء ملتسبة ومشتعلة كهذه يسيطر علينا السؤال الطاغي: بأيهما نبدأ بانتخابات الرئاسة أم البرلمان أم الاثنين معًا.. وبأي نظام انتخابي يتم اختيار البرلمان.. هل بالفردي أم بالقائمة أم بالنظام المختلط؟!

وحسنا ما فعلته مؤسسة الرئاسة حين طرحت الأمر للنقاش المجتمعي للأخذ والرد قبل طرح الرأي الأخير على الشعب.. وحسنا ما أسفرت عنه النتائج المبدئية لكل الحوارات تقريبا والتي تميل إلى تفضيل انتخابات الرئاسة قبل البرلمان وإجراء البرلمان وإجراء الانتخابات البرلمانية بالنظام المختلط " 70% فردي و30% قائمة ".

وأيا ما تكن الخيارات والقرارات فينبغي ألا تغيب عنا دروس الماضي القريب وبداياته الخاطئة التي أدخلت مصر متاهة جهنمية من الانقسامات والعنف.. وكانت في غني عن ذلك كله لو خلصت النوايا وأصابت الاختيار.. لكن ما حدث كان كبوة هائلة نجني مرارتها حتى الآن.. بدءًا من طرح التعديلات الدستورية في مارس 2011 التي أعدتها لجنة برئاسة المستشار البشري لم تسلم من الهوى وسوء المقصد !! وازداد الأمر سوءا حين ألبست جماعة الإخوان السياسية رداء الدين!

وفي كل الأحوال.. علينا جميعا أن نكون على قدر المسئولية وظروف المرحلة وننسى خلافاتنا.. ونتفرغ جميعا ونحشد للاستفتاء على الدستور الجديد بنعم كأول استحقاقات خارطة المستقبل يليها الانتخابات الرئاسية.. ثم البرلمانية وهكذا نبني مصر الجديدة وننظر إلى الأمام لتحقيق طموحات شعبنا وتوفير حياة ملائمة كريمة للبسطاء.. ليس هذا وقت الجدل. 
الجريدة الرسمية