رئيس التحرير
عصام كامل

الصم والبكم وضعاف السمع


دُعيت إلى مؤتمر فى فندق سفير بالدقى يوم الخميس الماضي الموافق الثانى من يناير وكان المؤتمر بخصوص الصم والبكم وضعاف السمع وطُرحت فى المؤتمر كل المشاكل التى يعانيها هولاء من صعوبة الدراسة وضعف مستوى المدرسين فى مدارس الصم والبكم لدرجة أن الكثير منهم لا يستطيعون القراءة والكتابة مع أن معظمهم يحملون شهادات متوسطة.


نعم إن كثيرا أيضا من بين الأشخاص العاديين من هو ضعيف فى القراءة والكتابة مع أنه يحمل مؤهلا متوسطا لكن بالمقارنة بنظرائهم من الصم والبكم نجد أن الأخير ليس ضعيفا بل لا يعرف بالمرة والفرق واضح بين من يملك القليل ومن لا يملك شيئا مع اعتبار فارق النسبة الهائلة بين الصم والبكم بالمقارنة بالأشخاص العاديين
ومن استطاع من الصم والبكم الالتحاق بالجامعة نسبة لا تذكر فقد تعرفت على بعض الشباب يدرسون فى كلية الهندسة والآداب ومنهم من يعمل فى مجال الكمبيوتر وتحدثت معهم عن طريق الأستاذة نجلاء المترجمة
وتعرفت على المشكلة وأسبابها من وجهة نظرهم وكانت المشكلة تتلخص فى ضعف كفاءة المدرس وعدم قدرته على التعامل معهم والصبر على تعلمهم وفى أحيان كثيرة عدم إجادة المدرس للغة الإشارة.

فاقترحت عليهم ما يضمن بعد عشر سنوات خلق جيل جديد من الصم والبكم وضعاف السمع يماثل نظيره من الأشخاص الطبيعيين يستطيع الالتحاق بأى كلية نظرية أو عملية مهما كانت الدراسة بها ومهما كانت صعوبتها
وهى أولا: إنشاء شعبة فى كل قسم من أقسام كلية التربية متخصص فى التدريس للصم والبكم وضعاف السمع وبذلك نضمن وجود مدرس متخصص لهم فى كل المواد الدراسية من المرحلة الابتدائية إلى الثانوية.

ثانيا: دمج هؤلاء الصم بالمجتمع من خلال إنشاء فصول خاصة بكل مدرسة للتدريس لهم وبالتالى سنجد بعد فترة قدرا كبيرا من الطلبة العاديين من سيجيد لغة الإشارة للتفاهم مع أصدقائه الصم للتفكير سويا فى إيجاد حلول فورية للمشاكل العادية فى فهم بعض الدروس التى تقابلهم جميعا فيدرسوها ويشرحوها لبعضهم البعض وبالتالى ستذوب الفروق تلقائيا وسنكتشف النابغين من الصم وستظهر قدرات لديهم كانت غافلة عن الجميع ستعود بالفائدة على المجتمع ككل بالطبع.

ثالثا: عندما يصل الطالب الأصم إلى الجامعة سيكون لديه القدرة الكافية لتدبير شئونه الدراسية بنفسه ومع أساتذته وزملائه.

وهناك من يتخوف من ازدراء بعض الأطفال العاديين للأطفال الأصماء مما يخلق مشاكل داخل المدرسة ولكن هذه مشاكل عادية بقوة إدارة المدرسة يمكن تلافيها بسهولة.

وأستطيع أن أدعى أن لدى القدرة الكاملة لإدارة ملف الصم والبكم بالكامل ولكنى أحتاج إلى تسهيلات من وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالى بل ليس الصم والبكم فقط بل كل الأشخاص الذين يطلقون عليهم معاقين حيث يمكننى أن أؤكد للعالم أنه ليس هناك شىء اسمه إعاقة فما دمت تستطيع أن تفيد مجتمعك وتعول أسرتك فأنت لست معاقا بل شخصا كأى شخص تحتاج إليه المجتمع.

فهل من آذان تسمعنى وهل يوجد من يقرأ كلماتى أم أصبحت معاقا لأننى أدعى أننى لدى الفكر الذى يفيد المجتمع ولا أستطيع تفعيله؟

فمصر تمتلك طاقات بشرية لو نشطت لأضاءت العالم لكن للأسف تلك الطاقات مبعثرة فلم ير الناس من ضوئها غير الظلام.

والشرق يمتلك نصف كنوز العالم ولم ينتج كنوزه غير الفقر والفقراء.

فتلك عجيبتان تضافان إلى عجائب الدنيا السبع ولك الله يا مصر


الجريدة الرسمية