بلاغ للنائب العام.. «محمد» دخل مستشفى «إمبابة» مصابًا فخرج «دون طحال ومخ بارز».. شقيقته: النزيف استمر «ساعة ونصف» ولا يوجد أطباء.. والدتى «قبلت» يد ال
خرج من بيته في الصباح الباكر متوجهًا إلى المعهد الذي يدرس فيه لأداء امتحانات الفصل الدراسي الأول، ولكنه عاد إلى منزله جثة عقب تعرضه لحادث، وإهمال المستشفى في علاجه.
محمد صبري طلبة، طالب في الفرقة الأولى بالمعهد العالي للهندسة المعمارية بالسادس من أكتوبر، اصطحبه زميله بسيارته عقب أداء امتحان الفصل الدراسي الأول، إلا أن القدر لم يمهله ليكمل باقي امتحاناته، فتعرض لحادث على طريق محور 26 يوليو، ونقل إلى مستشفى «إمبابة العام» متأثرًا بجراحه، وهنا بدأت المعاناة وفقًا لرواية شقيقته "مها صبري".
قالت مها لـ«فيتـو»: «يوم الخميس 2 يناير كان محمد على قيد الحياة، وذهبنا للمستشفى ووجدناه ملقى على سرير بغرفة الاستقبال وجراحه تنزف، وتركه المستشفى لمدة ساعة ونصف الساعة ينزف في انتظار من يعالجه».
وأضافت: «نظر إليّ محمد وقالي خرجوني أنا هموت هنا، فذهبت للطبيب وقلت له (إزاي سايبينه كده وإيه الدم ده) فاعترض على كلامي وقالي (طيب أنا مليش دعوة بيه ومش هعالجه)، إلا أن والدتي توسلت إليه وقبّلت يده لينقذ محمد».
وتابعت: «استجاب الطبيب لوالدتي بعد معاناة، ونقل محمد إلى غرفة العمليات، وبعد قضائه أربع ساعات خرج الطبيب يخبرنا أن النزيف توقف، وأن شقيقي بخير».
وبعد مرور ما يقرب من نصف ساعة، والكلام على لسان شقيقة «محمد»: «جاء أحد أفراد أمن المستشفى، وذهب إلى خالي عقب انصراف الأطباء والممرضات من الطابق الذي يكاد يكون خاليًا من كل معالم الحياة، وأخبره بوفاة (محمد)، وذهبت لغرفة العمليات لألقي نظرة وداع على شقيقي، فوجدته بصورة أخرى غير التي دخل بها، فكانت يداه مكبلتين على جانبي السرير، والطحال موجود على طاولة جانبية عليها مُعدات طبية قديمة وغير معقمة لا تصلح للاستخدام، فعرفت إصرارهم في البداية على عدم دخولي الغرفة، حتى يتم غسل الجثة وتكفينها وتسليمها للأسرة».
وتابعت: «كما وجدت الخياطة ممتدة من منطقة القلب وحتى السرة ومخيطة بشكل عشوائى سمح باستمرار خروج الدماء من جسد شقيقي، وكذلك كانت هناك أجزاء من المخ بارزة».
وأشارت شقيقة «محمد» إلى أنها حاولت تحرير محضر تتهم فيه الأطباء بالإهمال، إلا أنها فوجئت بمقايضتها، (المحضر مقابل تقرير طبي بتشريح الجثة)، لافتة إلى أن الأسرة اضطرت للتنازل عن المحضر مقابل التصريح بالدفن دون تشريح الجثمان.
وأوضحت أنها نجحت في تصوير شقيقها بالوضع الذي كان عليه بالمستشفى، بالإضافة لتصوير بعض الأجهزة، مؤكدة أن جهاز التخدير لا يعمل، وأجهزة أخرى لا تصلح للاستخدام.
بينما روى أحمد محمود، زميل «محمد» الذي كان يستقل السيارة معه، شهادته حول الحدث، وقال: «عندما وصلنا للمستشفى كان محمد على قيد الحياة، ولكن لم نجد أي طبيب في المستشفى، وبعد مرور ساعة جاء طبيب ملتحٍ لتوقيع الكشف علينا، إلا أنه لم يلتفت إلى الجرح الموجود برأس محمد، ولم يكن هناك أحد بقسم الإشاعة للتعامل مع ذراعي المكسورة».
وتتوافق رواية «مها» شقيقة «محمد» ورواية أحمد محمود، زميله، مع رواية «طارق» شقيق «أحمد» و«إبراهيم» ابن عمه، حيث أكدوا عدم وجود أطباء في المستشفى، وأنه جرى الكشف على «محمد» و«أحمد» بعد مرور أكثر من ساعة ونصف الساعة على دخولهم جميعًا المستشفى.