رئيس التحرير
عصام كامل

فودة بين عبدالعزيز وشوقى


في برنامج «آخر كلام» الذي يقدمه الإعلامي يسرى فودة جرت مناظرة بين شابين الأول هو محمد عبدالعزيز ينتمى لثورة ٢٥ يناير و٣٠ يونيو، بينما الثانى يدعى مصطفى شوقى ينتمى لثورة ٢٥ يناير - هكذا قال يسرى فودة - في بدياة تقديمه للبرنامج ولا أعرف لماذا تأجيج المشاعر والصراعات والمساحات بين الثورتين ولصالح من في هذا الوقت العصيب الذي يتطلب منا كإعلام لم الشمل والاتجاه لبناء الوطن بدلًا من الهدم!


المهم.. لم يجد الشاب مصطفى شوقى أي ميزة جديدة في الدستور الجديد وهاجمه بشدة ودعا المواطنين بعدم الموافقة عليه.. ويفهم من كلام الشاب مصطفى أنه ليس مع ثورة ٣٠ يونيو وخارطة المستقبل ولكنه لم يقدم دليلًا واحدًا ليقنع الناس بما عرضه!

أما الشاب محمد عبدالعزيز فقد دافع بقوة عن الدستور الجديد وقم الأدلة الكافية بميزاته.. وأنه يعتبر من أفضل الدساتير مؤكدًا في نفس الوقت أنه يعبر عن الثورتين.. وكان صائبًا وموفقًا بما يعرضه ويقوله فاستحق إعجاب المشاهدين.

أما يسرى فودة.. فلا أعلم لماذا يصر على دس السم في برنامجه خاصة بعد ثورة ٣٠ يونيو ويتعمد عرض مشاهد بذاتها تصور أن ما حدث انقلاب وليس ثورة، ونسى خروج أكثر من ٣٠ مليون مصرى في مشهد تاريخى لم يحدث من قبل هو أكبر تأكيد أن ٣٠ يونيو ثورة حقيقية.

المهم.. ينبغى أن نحسن تسويق الدستور وشرح جوهره ومقارنته بما سبق من دساتير لنبين للناس كيف عالج سلبيات ما سبقه من دساتير، خصوصًا دستور الإخوان المعيب والمشوه والطائفى!! ونواجه في نفس الوقت افتراءات البعض!

ولا يفوفتنا ونحن نبنى وعى المواطن البسيط أو السواد الأعظم من الشعب صاحب السيادة والقول الفصل أن نكشف عن صراعات المصالح والتآمر على مصر في الداخل والخارج حتى نخلق حالة حماسية متدفقة تترجم في خروج الملايين للتصويت حتى نبهر العالم مرة رابعة وربما خامسة بعد الخروج الكبير في ٣٠ يونيو و٣ و٢٦ يوليو وقبلها في ٢٥ يناير الموجة الأولى من الثورة الشعبية..

بين أيدينا - كما قال الشاب محمد عبدالعزيز من «حركة تمرد» مشروع دستور جديد ينتصر للفقراء والمهمشين والمعاقين، يؤسس لدولة مدنية حديثة قوامها العلم والمساواة والعدالة الاجتماعية، ينهى عهود الاستبداد والدكتاتورية، ويحد من صلاحيات وسلطات الرئيس الفرد.. ويغل يديه من الاقتراب للدستور دون الرجوع للشعب.. ويفرض سياجًا من الحماية على الشباب والمرأة والأقباط والفلاحين والعمال وغيرهم..!!

أتمنى أخيرًا.. أن يقرأ يسرى فودة، ومصطفى شوقى وغيرهما مسودة الدستور الجديد جيدًا.. ربما يغيرون رأيهم وإن كنت أشك في ذلك لأسباب كثيرة نعلمها جميعًا!
الجريدة الرسمية