رئيس التحرير
عصام كامل

حلم المصرى


أحلامنا تختزل منذ عمر طويل وحياتنا تستنزف يوما بعد يوم وضيق يمر بنا لا نعلم إلى أين يقودنا، إلا أن هناك تاريخا لا ينسى وماضيا قادرا على إعادة زرع الأمل فينا نحو مستقبل ستشرق شمسه يوما ما ليقوم أبناء مصر بصياغة جديدة للتاريخ وصنع مستقبل مشرف ليعرف العالم أن معجزات الماضى يمكن أن تتكرر.. ولكن كيف؟



قد يعتبر هذا ضربا من الخيال ولكن ما دونه التاريخ عن شعبنا العظيم فى الماضى أثبت أن ما مر من محنة بمصر إلا وتبعتها نتيجة محمودة.. فبعد التحمل وطول الصبر تبقى الإرادة المصرية هى مخزن الطاقة.. وحتى يحين الوقت تتفجر القدرات من كل صوب تجاه إنجاز تاريخى بعد أن يكتشف الجميع الحقيقة التى وصلوا إليها ويريدون أن يدركوا بعضا مما فات بكل ما أوتوا من قوة وعزيمة .

إننا شعب عريق ماضيه يبعث على الفخر وحاضره للأسف يثير الأسى .. يشعر بأنه أقل ما يجب أن يكون عليه .. لا يستحق ما يحدث له ويعانى منه اليوم .. الكثير منه لا يعمل ولا ينتج ولا يحقق شيئا إلا تحت الضغط وبعض الخوف.. وإلا تكاسل وفضل الراحة فهو لم يعبر خط بارليف ويحقق النصر إلا بعد سنوات النكسة والقهر.. ولم يحفر قناة السويس إلا بعد الجهد المضنى.. ولا يحقق المصرى إنجازا إلا بعد أن يتحمل الكثير حتى تنفجر من داخله الطاقات الإبداعية وعندئذ من الصعب أن توقفه قوة .. 

شعب الكثير فيه تحركه المشاعر والعواطف والعشم والعلاقات أكثر ما تحركه الحقائق والأهداف.. وهذا ما جعل أكثر القادة المؤثرين فى هذا الشعب هم القادة الكاريزميين الذين يملكون أسلوبا خاصا من السيطرة والحديث العاطفى والمواقف التى تثير الحب والولاء والثقة وحتى إن كانت فى غير محلها ودون دراسة لإمكانيات أو قدرات يمكن لها أن تحقق شيئا ما .

تتواضع الأحلام كلما ضاقت الأحوال عند الشخصيات السلبية التى يملؤها التشاؤم.. وتتعاظم الأحلام عند الشخصيات الإيجابية التى لا يقف أمام نجاحها حائل.. فالأولى تدور فى دوامات الفشل حتى إن أحاط بها النجاح والأخرى تدور فى حلقات النجاح وإن أحاط بها الفشل.. مهما طال الليل لابد أن تشرق شمس النهار.

الجريدة الرسمية