رئيس التحرير
عصام كامل

المستشار الزند.. مواقف لا تنسى


لا شك أن معارك القضاة ضد النظم السياسية المتعاقبة في مصر أفرزت رموزًا عديدة تستحق الإشادة والحفاوة والاقتداء، رموزا استمع الناس إليهم حين تحدثوا ودافعوا عن استقلال القضاء، ووجوب إبعاد القضاة عن مستنقع السياسة حتى تتحقق العدالة والشفافية والمصداقية والديمقراطية الحقة.. حين دافعوا عن استقلال الوطن ووقفوا ضد فساد واستبداد وفاشية حكم الإخوان.. وكانوا أحد أسباب نجاح ثورة 30 يونيو، ومن هؤلاء الرموز المستشار أحمد الزند الذي أعاد القضاة انتخابه باكتساح رئيسا لناديهم بعد ثورة 25 يناير بأشهر قليلة.. ورفض صاحبنا منذ اللحظة الأولى السير في موجة "التأخون" أو التصفيق للرئيس المعزول وجماعته حتى يحظى برضا سلطاني كما فعل غيره..


رغم إشادة الأخير به علنًا قبل أن يعود للانقلاب عليه والتشهير به ومناصبته العداء.. لكن ذلك لم يفت في عضد المستشار الزند ورفاقه أعضاء الجمعية العمومية للقضاة فواصلوا نضالهم المشرف دفاعًا عن استقلال القضاء وحمايته في مواجهة سلطة تنفيذية جائرة وسلطة تشريعية تمثلت في مجلس الشورى "المتأخون" الذي انتابته حمى الانتقام من القضاة فسارع يعد العدة لإصدار قانون مشبوه لاغتيال القضاة بخفض سن معاشهم تمهيدًا للهيمنة على السلطة القضائية!!

ولأن المعارك تكشف عن المعادن الحقيقية للرجال وتسقط الأقنعة الزائفة والشعارات والدعاوى الوهمية، فقد انتقل إلى خندق مرسي وجماعته فور صعوده للحكم من كان يطلق عليهم رموز استقلال القضاء أيام حكم مبارك أمثال الأخوين مكي ( نائب المعزول مرسي ووزير عدله ) والغرياني وجنينة وسليمان وغيرهم.. بينما انتقل إلى خنادق المعارضة الغالبية الكاسحة من القضاة وفي مقدمتهم المستشار الزند.. وهكذا كانت السياسة مفسدة ولعنة أصابت البعض وأطاحت به خارج التاريخ.. ومكرمة للبعض الآخر ليسجل اسمه بأحرف من نور في سجلات الشرف والكفاح الوطني.

وإذا كان التاريخ سيذكر بالفخر ما فعله الزند حين عرض حياته للخطر دفاعًا عن استقلال القضاء في وجه المعزول وجماعته فإنه في المقابل لن يغفر للمستشارين مكي وسليمان وزيري عدل مرسي صمتهما المريب على إهانة القضاء والتدخل السافر في شئونه دون أن يفعل الوزيران شيئا لرد هذا العدوان الغاشم من جانب حكم الإخوان.

ولن يغفر أيضا لنقابات وجهات أخرى كثيرة وقفت بعضها موقف المتفرج أحيانا.. والبعض الآخر موقف المؤيد والمساند والمنافق للمعزول مرسي وجماعته.. معركة القضاة القادمة هي القضاء على الإرهاب.
الجريدة الرسمية