رئيس التحرير
عصام كامل

الإرهاب يضرب روسيا.. هجمات شبه يومية تستهدف المدن الروسية.. تزايد المخاوف حول تأمين دورة «سوتشي».. ومراقبون: المتشددون يعاقبون «بوتين» لدعمه «الأسد».. وموسكو تدرس القضاء

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قالت وكالات الأنباء: إن عشرة أشخاص قتلوا في انفجار بحافلة كهربائية وقع صباح الإثنين في فولجوجراد جنوب غرب روسيا غداة عملية انتحارية في محطة القطارات المركزية في المدينة ذاتها أسفرت عن 17 قتيلا.

الانفجار الذي وقع في صباح اليوم يوضح الوضع الخطير الذي تواجهه روسيا من هجمات المتشددين قبل أقل من ستة أسابيع من دورة سوتشي 2014 الأوليمبية.

المراقبون قالوا: إن الهجمات شبه اليومية في الأقاليم الروسية، لا تعكس فقط محاولة منع روسيا من استضافتها دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية في فبراير 2014 في مدينة سوتشي، وإنما تتحدث عن عقاب متعمد ومنسق من قبل متشددين لسياسة بوتين الداعمة للنظام السوري.

وكشف المراقبون أن روسيا رصدت تلك التهديدات لذا أصدرت قانونا لمكافحة الإرهاب يقضي بالسجن ست سنوات للمقاتلين العائدين من سوريا إلى روسيا بعد أن قال مراقبون روس: إن 400 مقاتل روسي يحاربون مع جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا. 

في حين أكد آخرون أن عددهم أكبر من ذلك بكثير، وقالوا: إن من أبرز هولاء المقاتلين محاربين من الشيشان خاضوا حربين ضد روسيا وأشاروا إلى أن التقارير تفيد أنهم أصبحوا قادة بين مقاتلي المعارضة السورية.

وقالت تقارير صحفية: إن الحركات المتشددة في سوريا تذيع يوميًا فيديوهات مصورة يقولون فيها إنهم سينتقلون إلى شمال القوقاز بعد سوريا لتنفيذ أنشطة إرهابية وتخريبية.


وأفادت آخر الأنباء نقلا عن وكالة الأنباء الروسية (نوفوستي) أن بوتين أقر قانونا قدمه إلى مجلس الدوما الروسي، يقضي بتجريم أي أفكار انفصالية من قبل المتشددين العائدين من سوريا تستهدف الأراضي الروسية، وينص القانون على تغريم من ينشر مثل هذه الأفكار 2900 دولار، والسجن لمدة قد تصل إلى 5 سنوات.


المراقبون أكدوا أن بوتين لن يتهاون مع هذه الهجمات التي وصفوها بالمنسقة قبل دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية التي ستبدأ في 7 فبراير في سوتشي التي تبعد 690 كيلومترا جنوب غربي فولجوجراد.

وعلل محلل روسي على وصف الهجمات الإرهابية بالمنسقة بأنها تتجاوز فكرة منع قيام دورة الألعاب الشتوية في روسيا إلى بعد سياسي خطير يهدف إلى التأثير على الموقف الروسي من نظام بشار الأسد في جنيف 2.

يرى مراقبون أن تلك الهجمات التي شهدتها مدينة فولجوجراد الروسية الأحد والإثنين تدعم الموقف الروسي من النظام السوري في دمشق، لذا ستجد موسكو في تلك الأحدات ذريعة ودافعا جديدا يدعم فكرتها في مؤتمر جنيف 2 الشهر المقبل ببقاء الأسد في السلطة لمحاربة الإرهاب.

وفي السياق نفسه طالبت وسائل الإعلام الروسية بوتين بتزويد دمشق بالمعلومات والأدوات من أجل القضاء على المقاتلين الإسلاميين الروس وغيرهم في سوريا قبل عودتهم إلى روسيا.

وأكدت وسائل إعلام غربية أن موسكو ستحول مؤتمر جنيف 2 من قمة دولية تناقش بقاء الأسد إلى مؤتمر دولي يبحث كيفية دعم الأسد في حربه ضد الفصائل المعارضة التي تصفها موسكو بالإرهابية والتي تقول عنها إن عودتها إلى روسيا أو إلى بلد آخر يعد خطرا حقيقيا يهدد أمن تلك الدول.

وجدير بالذكر أن الأراضي الروسية تشهد منذ 1999 اعتداءات دامية نفذها عدد كبير من الانتحاريات من حركة التمرد الإسلامي.

ونفذت امرأة عملية انتحارية في مارس 2010 في مترو موسكو والتي أسفرت عن أربعين قتيلا.

وفي عام 2004 قامت امرأتان من شمال القوقاز بتفجير طائرتي ركاب بعد إقلاعهما من مطار موسكو "دوموديدوفو" ما أسفر عن 90 قتيلا.
الجريدة الرسمية