رئيس التحرير
عصام كامل

الكلمة للشعب.. هل وصلت الرسالة؟


ويبقى الحكم على نجاح ثورة 25 يناير وتحقيق أهدافها من عيش وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة وديمقراطية للشارع وللمواطن البسيط.. ويبقى أن تثبت الدولة جديتها فى تحقيق أهداف الثورة، فإن تمت على نحو سليم فسوف يحسب لها ذلك فى سجل التاريخ.. أما السؤال الأكبر فهو: هل نجحت الدولة فى تلك المهمة بعد عامين من قيام أعظم ثورة سلمية واختيار رئيس مدنى -لأول مرة- فى تاريخ مصر بالانتخاب الحر المباشر؟

الإجابة: إذا كانت مطالب الثورة والثوار والشعب قد تحققت، ما كانت الجماهير الغاضبة قد نزلت من جديد إلى الشارع مرة أخرى بهذه الأعداد الكبيرة فى القاهرة وكل محافظات مصر، تطالب أهل الحكم بتحقيق الإصلاح السياسى وجميع أهداف الثورة، فالشعب المصرى يريد أن يشعر بنتائج إيجابية على الأرض، سواء فيما يتعلق بحياته المعيشية أو حرياته، يريد أن يشعر بأن الرئيس الذى انتخبه رئيس لكل المصريين.
وهناك ثمة انتقادات لاذعة توجه لأداء الحكومة التى يرى البعض أنها لم تنجز ما كان ينبغى عليها إنجازه فى تلك المرحلة الفارقة، ولم تتصد لأزمات ومشكلات وتحديات، ولم تجب عن الأسئلة الملحة مثل: هل تحقق الأمن والأمان للمواطن؟ وهل عادت السياحة لمعدلاتها والمصانع المتوقفة للدوران؟ هل توقفت الاحتجاجات التى تنذر بعواقب وخيمة إذا ما استمرت على هذا النحو وبعد أن تطورت إلى التعدى على المنشآت والمرافق الحيوية فى البلاد؟ هل انخفضت معدلات البطالة أم زادت؟ وماذا عن المناطق العشوائية؟؟
ومتى تتوقف الفوضى والبلطجة والانفلات الأمنى؟ ومتى سيكون إطلاق عجلة الإنتاج ثم تهيئة المناخ والتوافق على الدستور الجديد؟؟ فبدون توافق مجتمعى وبدون تعبير عن جميع أطياف المجتمع وبناء مصر الجديدة فلن يحظى برضا الشعب، وهو ما حدث بالفعل، حتى قانون انتخابات البرلمان الجديد فقد تم «سلقه»، ولم يؤخذ برأى المعارضة، وما تم التوصل فيه من اتفاق بشأنه نتيجة الحوار الوطنى الذى ضم رؤساء الأحزاب والقوى السياسية.
إن ما شهدته القاهرة والمدن المصرية من مشاهد عنف وإسالة للدماء فى يوم الاحتفال بالعيد الثانى لثورة 25 يناير ما كنا نرجو أن يصل إلى هذا الوضع الخطير، فالتظاهرات والاحتجاجات السلمية أمر مشروع، أما محاولات تعطيل المرافق العامة والبورصة وقطع الطرق وتعطيل المواصلات والإنتاج فهو حالة مخيفة نتمنى ألا تتكرر وتنتهى.
فالثورة عمل عظيم ونبيل تقوم على هدم نظام استبدادى بهدف إقامة دولة القانون والعدل، وأخطر ما فيها المرحلة الانتقالية، فهى مرحلة مخاض وأزمات، فإما أن تنقل البلاد إلى مرحلة الإصلاح والتعمير والتنمية، أو تتحول إلى مرحلة انتقامية وفوضى وانقسامات.
وبالطبع فإن نجاح الثورة -أى ثورة- تتوقف على استعداد وكفاءة أهل الحكم، وأيضا تعاون قوى المجتمع الأخرى، وأظن أن الجميع يريد لمصر الخير والتقدم والنهضة.
المسئولية تدعونا جميعا أن نجلس على مائدة حوار واحدة؛ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فمصر فى خطر، ولعل الرسالة قد تكون وصلت أهل الحكم.
الجريدة الرسمية