رئيس التحرير
عصام كامل

هجرة الكفاءات


الكفاءات طاقات مهدرة طالما بقيت فى مكانها الذى لا يعترف فيه أحد بهم.. وهذه الطاقات قد تبقى كامنة وترضى أن تكون على الهامش طالما كانت لها روابط قويه بالأرض والاقارب.. وإن لم يكن لها روابط فهذه الطاقات تدفع صاحبها إلى الهجرة إلى البيئة التى توافقها من الإبداع والابتكار والتغير للأفضل لا أن تتقادم مع مرور الزمان وتكتشف المشيب دون أن تحقق ما كانت تريد تحقيقه .



البلاد المتقدمة تعى ذلك جيدا ولهذا لا ترضى بالهجرة إلا لذوى المهارات المتعددة والمتخصصة فى مجالات التنمية والتطوير والذين يستوفون شروط الهجره وذلك ليس سهلا، فليس لديهم ما يهدرونه من أجل مواطن سيذهب ليكون عالة عليهم أو يستهلك التأمين الصحى أو الاجتماعى الذى يوفرونه لمواطنيهم ولو فعلوا ذلك لأصبح المجتمع مترهلا ضعيفا ويقضون على الحضارة التى بذلوا الكثير من الجهد والعمل من أجل الوصول إلى  ما وصلوا إليه الآن .

وتبقى البلاد النامية هى الأم التى أرهقها الإنفاق على أبنائها فى مراحل التعليم حتى يكبروا وعندما يحين وقت الاستفادة من أبنائها بعملهم ويردوا لها الجميل يتركونها وحيدة وتخطفهم الدول الأخرى منها .

مع الاعتراف بأن الآمال تتبدد وسط الجدال العقيم وتوقف الإنتاج ويولد الإحباط حتى تصبح البيئة التى نعيش فيها محبطة للناس ويسير دورانها عكس دوران عقول الناس لتوقف سرعة تقدمهم نحو آمالهم وأحلامهم وتفرض عليهم واقعا مرفوضا ولا يمكنهم قبوله.. لذا فإن الحل البديل هو الانتقال إلى مكان يستطيعون فيه تحقيق الأحلام وغالبا هو مكان أول آمالهم فيه هو الأمن على النفس والغير ممن يعولونهم .

الأمل فى من؟
من يتحمل المسئولية؟

الأمل ليس فى الناشطين ولا فى من يوقدون النار فى وسائل الإعلام ولا من يتظاهرون بالغضب ولا من يعتصمون بدون عمل ولا من يقطعون الطرق .

الأمل فى كل من يحب وطنه بصدق ويعبر عن حبه لوطنه فى عمله والقيام به على أكمل وجه وبما يرضى ضميره ولا يستغل الظروف الحالية ويستمر توقف الأعمال إلى أجل غير مسمى .

هذه ليست كلمات أكتبها من أجل أن أشبع رغبة فى الكتابة.. لا.. هذه كلمات أكتبها من أجل نتيجة مرجوة ورسالة لابد أن تصل إلى  كل مصرى.. تتوقع أن تجد صدى عند القارئ ليعمل بصدق حتى يجد أبناؤنا وطنا جاذبا لهم غير طارد .
إلى من يعلم أن الله يرى .. اعمل بما يرضي الله .

الجريدة الرسمية