رئيس التحرير
عصام كامل

نظرة بلهاء


من يتابع مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا "الفيس بوك" يجد كمًا من البله والسفه وغياب الثقافة والرؤية مما يجعلنا نضع أيدينا علي قلوبنا خوفا علي مستقبل مصر في أيدي شباب كل ثقافتهم مقتصرة علي "بوستات" الفيس بوك ومواقع "مضروبة" تنشر وتروج لثقافة تهييج المشاعر والجنس وغيرهما مما يحدونا أن نلقي نطرة أكثر موضوعية علي تلك المسألة.
 

فالغريب في موضوع شبكات التواصل الاجتماعي التي انبثقت عن تلك الشبكة العنكبونية وكان الهدف الأساسي منها والذي كان يهدف إليه أخينا مارك أن يتم التواصل الثقافي بين كل البشر وتنتهي حواجز المدينة بما يسمح بعبور كل التيارات وامتزاجها بشكل متناغم صاخب عبر تيارات الإنترنت أمام الشاشات وأسفل الأصابع .

ولكن هذه الشبكة الكبيرة وبهذا الهدف السامي تم استغلالها بطريقة أشبه ما تكون إلي بيوت الدعارة والخلايا السرية وجماعات العنف والإرهاب فكانت مصدرا للشائعات ثم الثورات المسماه بالربيع العربي والتي "أخدنا فيها مقلب".. وكانت مجرد جزء من مخطط الشرق الأوسط الكبير إحدى أجندات وبرامج جورج بوش الابن الذي وجد جنوده يسحلون ويحرقون في العراق فقرر أن تكون هذه الشبكات أو بمعني أدق " الحرب الرابعة " .

ومن يدخل منكم إلي موقع البحث الشهير google ويكتب ببساطة ـ أكاديمية التغيير ـ سيجد ما يجعله يقول لنفسه بالفعل كنت أبلها ونظرتي بلهاء، فالموقع مدشن علي الشبكة منذ عام 2005 أي بعد أحداث 6 إبريل وبعد الرحلات المكوكية التي خرج فيها عدد من الشباب إلي بعض الدول للتدريب علي حقوق الإنسان وهم في الأصل يتدربون علي وسائل "حرب اللا عنف " .

نظرة بلهاء بالفعل تلك التي نظرناها إلي ثورات الربيع العربي.. تلك الثورات التي اعتقدنا جميعا أنها لتغيير أنظمة فاسدة، وتغيير المجتمع الذي بدأ الفساد ينخر فيه بقسوة لنجد أنفسنا في النهاية أمام شبح حقيقي للتقسيم، بالتعاون مع أجهزة مخابرات عالمية ودول تمتلك المال تمول وتدفع لهؤلاء النشطاء الثوريين الذين هم بالأصح مجرد دمي بلهاء في أيدي عباقرة سياسة وتخابر وغسل عقول .

بعد ثلاث سنوات كاملة من الثورة نجد اليوم أنفسنا نعيد الحسابات، من المستفيد من حالة الخراب والدمار التي تضرب كل دول الطوق العربي ـ المحيطة بإسرائيل ـ وحتي الدول التي لها ثقل سياسي مثل تونس والمغرب؟! الإجابة في رؤوسكم فحتي كتابتي لهذه السطور لم نسمع عن عملية استشهادية واحدة داخل إسرائيل، ولم نسمع عن أي جماعة تحاول أن تجاهد ضد هذا العدو، فقط يقصدون إسقاط مؤسسات الدول من شرطة وجيش وقضاء وإعلام ومخابرات ليكون الهدف الأكبر، التقسيم ومن ثم تحقيق أمن إسرائيل بدون أن يجرح جندي إسرائيلي واحد .

نظرتنا البلهاء لابد أن تتغير أفيقوا أيها السادة فلقد انتهت اللعبة وانكشف الجميع ، فلا داع للمماطلة، الخونة أسفل أنوفكم .
الجريدة الرسمية