رئيس التحرير
عصام كامل

الدقهلية.. «الأرض المنصورة ».. على ترابها سقط الغزاة وانكسر الأعداء.. الشعراوي وأم كلثوم وسراج الدين وفاتن حمامة والأخوان الباز و«الزعيم» وعكاشة.. أبرز مشاهير المحافظة

محافظة الدقهلية
محافظة الدقهلية

هنا الدقهلية.. هنا الأرض المنصورة.. هنا سقط الصليبيون والفرنسيون.. هنا انكسر الغزاة وانهزم الأعداء، فهذه المحافظة العريقة كانت - ولا تزال - مدد الثورة من أجل مصر...

تقع محافظة الدقهلية شمال شرق الدلتا، عاصمتها مدينة المنصورة، ويبلغ عدد سكان المحافظة نحو 5 ملايين نسمة، وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى “دقهلة” وهى قرية قديمة تقع حاليًا بمركز الزرقا محافظة دمياط.. يحدها من الشرق محافظة الشرقية ومن الغرب محافظة الغربية، ومن الشمال البحر الأبيض المتوسط ومن الشمال الشرقي محافظة دمياط، ومن الشمال الغربي محافظة كفر الشيخ، ومن الجنوب محافظة القليوبية، ومن أبزر مدنها ومراكزها بعد المنصورة، ميت غمر، السنبلاوين، المطرية، بلقاس، دكرنس، المنزلة، طلخا، الجمالية، منية النصر، ونبروه، وغيرها.

في عام 1250 م سطر أهالي مدينة المنصورة ملحمة وطنية حقيقية، حين تصدوا للحملة الصليبية السابعة بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا، وساعدوا فخر الدين أقطاى والظاهر بيبرس اللذين كانا يقودان الجيش المصري، في استدراج القوات الصليبية المهاجمة داخل مدينة المنصورة، وبلعت القوات الصليبية الطعم، فظن فرسانها أن المدينة قد خوت من الجنود والسكان، فاندفعوا إلى داخل المدينة بهدف الوصول إلى قصر السلطان، فخرج عليهم المماليك وأهل المدينة وهم يصيحون كالرعد وأخذوهم بالسيوف، ووقع الملك لويس التاسع وسجن بدار ابن لقمان في يوم 6 أبريل من العام ذاته حتى دفعت زوجته مارجريت الفدية وأطلق سراحه.

وشهدت مدينة المنصورة أيضا معركة جوية بطولية بين مصر وإسرائيل في 14 أكتوبر 1973 ضمن حرب أكتوبر 1973، حين حاولت القوات الجوية الإسرائيلية تدمير قواعد الطائرات الكبيرة بدلتا النيل في كل من طنطا، والمنصورة، والصالحية لكي تحصل على التفوق في المجال الجوي مما يمكنها من التغلب على القوات الأرضية المصرية، ولكن تصدت لها الطائرات المصرية، وكان أكبر تصد لها في يوم 14 أكتوبر بمدينة المنصورة في أكبر معركة جوية بعد الحرب العالمية الثانية،  وقد أصبح ذلك اليوم العيد السنوى للقوات الجوية.

أما أهالي مدينة ومركز الجمالية، التابعة للمحافظة، فكان لهم دور بطولى في التصدى للحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت، ففى عام 1798 م حاول نابليون إخضاع بلاد البحر الصغير الكائنة بين المنصورة وبحيرة المنزلة لتأمين المواصلات بين دمياط والمنصورة والصالحية وبلبيس حتى يطمئن على سيطرته على حدود مصر الشرقية، وقصدت الحملة مدينة الجمالية فوحلت السفن الفرنسية في البحر الصغير من قلة المياه وانتهز الفرصة أهالي الجمالية فهاجموا السفن الفرنسية وأطلقوا عليها النار وأمطروها بوابل من الحجارة من أعلى سور بلدتهم، ونزل الجنود الفرنسيون من السفن وحاربوا الأهالي برا ثم أحرقوا المدينة وعادوا إلى المنصورة بجثث قتلاهم وجرحاهم، وقدرت خسائر الفرنسيين في هذه المعركة بخمسة قتلى وخمسة عشر جريحا.

وفى المنزلة أيضا تصدى أهلها الشجعان يتزعمهم البطل حسن طوبار للفرنسيين، بقيادة الجنرال داماس وأفشلوا مخططهم لإخضاع البلدة واقتحامها، لتظل المنزلة فيما بعد في ذاكرة قادة الحملة الفرنسية.

الجدير بالذكر أن اسم المنزلة ورد في رسالة للصحابي الجليل عمرو بن العاص أرسلها إلى القعقاع ابن عمرو، كما أن بها ضريح الصحابي الجليل عبدالله بن سلام.

الدقهلية مهد الكثير من العلماء والمشاهير، أبرزهم الشيخ الراحل محمد متولى الشعراوي – الذي ولد في 15 أبريل عام 1911م بقرية دقادوس مركز ميت غمر، وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، ثم التحق بالأزهر ليصبح من أبرز أئمة هذا الزمان، وكذلك كوكب الشرق أم كلثوم، التي ولدت بقرية طماى الزهايرة التابعة لمركز السنبلاوين.

ومن أعلام المحافظة أيضا العالم المصري العالمي فاروق الباز، الذي ولد في 1 يناير 1938، في قرية “طوخ الأقلام”، من مدينة السنبلاوين، وكذلك شقيقه الدكتور أسامة الباز، المستشار السياسي للرئيس السابق حسنى مبارك.

ورغم أن الدكتور محمد غنيم ولد بالقاهرة عام 1939، إلا أنه عشق المنصورة، وعاش فيها، بعد أن تخرج في كلية طب المنصورة، قسم المسالك البولية، وهو أحد رواد زراعة الكلى في مصر والعالم، وأصبح مدير أول مركز متخصص بزراعة الكلى في الشرق الأوسط بالمنصورة.

وفى الدقهلية أيضا ولد الفريق سامي عنان، رئيس الأركان السابق للقوات المسلحة، والذي شارك في حربي الاستنزاف وأكتوبر.

وهى بلد صلاح نصر، أشهر من تولى رئاسة المخابرات العامة، حيث ولد في 8 أكتوبر 1920، بقرية سنتماى، مركز ميت غمر، وسليم حسن، عميد الآثاريين المصريين، وعبد اللطيف البغدادى، عضو مجلس قيادة الثورة، وعبد السلام محجوب، ضابط المخابرات الأسبق ومحافظ الإسكندرية الأسبق، وفاروق العقدة محافظ البنك المركزى، وفؤاد سراج الدين، زعيم حزب الوفد، وإبراهيم شكرى، زعيم حزب العمل، وأحمد جمال الدين موسي، وزير التعليم السابق.

ومن أعلام الثقافة والفن، الكاتب الصحفى، أنيس منصور في 18 أغسطس 1924م، وكذلك سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، التي ولدت في 27 مايو 1931، في المنصورة، والفنان عادل إمام، الذي ولد بقرية شها مركز المنصورة، والشاعر الغنائى مأمون الشناوى، والنحات محمود مختار، والموسيقار رياض السنباطى، ويونس شلبى، ويحيى الفخرانى، والضيف أحمد، وشريف منير، والمخرج المسرحى صلاح السقا، رائد فن تحريك العرائس في مصر، ووالد الفنان أحمد السقا.

ومن أبرز مشاهير الدقهلية الإعلامي توفيق عكاشة الذي ولد في 12 يوليو 1967، وهو أحد مؤسسي حزب مصر القومي الذي تأسس عقب ثورة 25 يناير، وكان نائبا عن دائرة نبروه – مسقط رأسه - عام 2010، ويعد من أبرز معارضي الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، الأمر الذي أدى إلى إغلاق قناة الفراعين التي يملكها قبل أن يصدر القضاء حكما بعودتها مؤخرا.
الجريدة الرسمية
عاجل