رئيس التحرير
عصام كامل

عواجيز الفرح


عواجيز الفرح موجودون فى كل زمان ومكان.. هؤلاء الذين "لا يعجبهم العجب ولا الصيام فى رجب".. ولكن وبعد قيام ثورة 25 يناير وأعدادهم تتزايد وتتكائر حتى أصبحت تنافس الأرانب أو الليمون.. وانتشروا انتشار النار فى الهشيم فى كل وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى "فيس بوك وتويتر بل ويوتيوب".. مش عاجبهم أى حاجة.. ومعترضين على أى حاجة.. والملفت للنظر أنهم لا ينتمون لفصيل أو اتجاه سياسى معين.. بل إنهم يتنقلون ويتنوعون..


كان الاعتراض كبيراً وهائلاً على حكم الإخوان.. وأخونة الدولة.. وخرج من يفوض وزير الدفاع فى بورسعيد بعد مذبحتى بورسعيد سواء فى الملعب أو عند تشييع الجثامين.. وبعد 30 يونيو وانحياز الجيش للشعب.. وبعد عزل "مرسى" تعالت أصوات عواجيز الفرح من جديد تصرخ "يسقط.. يسقط حكم العسكر".. و"يسقط الانقلاب".. لا إله إلاَّ الله.. الجيش خرج لمناصرة غضبة الشعب على حكم الإخوان فكيف يكون انقلابا.. تم تعيين رئيس المحكمة الدستورية رئيساً مؤقتاً.. وتشكيل حكومة.. وابتعد الجيش عن السلطة.. فكيف يكون انقلابا.. ولكن عواجيز الفرح مش عاجبهم وظلوا يصرخون.. ويتظاهرون بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية.. مع أو ضد الإخوان.. المهم مش عاجبهم..

اعتصم الإخوان فى إشارتى رابعة والنهضة.. وعطلوا مصالح العباد.. وأثاروا القلق والاضطراب.. وتعالت الأصوات تطالب الحكومة المرتعشة – كما وصفوها - بإجلاء المتظاهرين وتحرير رابعة والنهضة ولو بالقوة من احتلال الإخوان.. وبعدما اتخذت الحكومة قرار الفض وتم الفض.. تعالى صراخ عواجيز الفرح من جديد.. "لماذا الفض بالقوة".. و"عودة القبضة الأمنية من جديد".. لا إله إلاَّ الله.. يعنى لا كدة عاجب ولا كدة عاجب..

مع تزايد مظاهرات الإخوان.. تعالت المطالبات وتزايدت تحض الحكومة – المرتعشة أيضاً - بالحد من الفوضى والاضطراب التى تُحدثها مظاهرات الإخوان وخاصة فى كل يوم جمعة والذى تحول على أيدى الإخوان إلى عذاب أسبوعى.. فأصدرت الحكومة قانون تنظيم التظاهر.. فصرخ عواجيز الفرح.. "التظاهر مكسب من مكاسب ثورة يناير.. هذا القانون ردة على منجزات الثورة".. "هذا القانون لمنع المظاهرات.. وتقييد حرية الشعب".. يا عالم يا هوووه.. القانون لتنظيم التظاهر ولكن لا حياة لمن تُنادى..

زاد إرهاب الإخوان وترويعهم للناس فى الشوارع والجامعات.. اعتداء على الممتلكات والمنشآت داخل الجامعات.. اعتداء على أساتذة الجامعات.. اعتداء على سيارات ومدرعات الشرطة.. وسيارات المدنيين.. حتى وصل الأمر إلى الاعتداء على المخالفين وذبح البعض جهاراً نهاراً وعينى عينك فى الشوارع كسائق المنصورة.. ومن قبل إلقاء الأطفال من فوق السطوح..

فتعالت صيحات الناس ضد إرهاب الإخوان وتزايدت المطالبات للحكومة – المرتعشة أيضاً –خاصة بعد تفجير مديرية أمن الدقهلية وسقوط عدد من القتلى وتدمير عشرات المحال التجارية.. بضرورة التصدى الحاسم والحازم لإرهاب الجماعة.. فأصدرت الحكومة قراراً باعتبار الجماعة.. جماعة إرهابية.. فخرج علينا مرة أخرى عواجيز الفرح.. "كيف تعتبر الحكومة الجماعة.. جماعة إرهابية.. بقرار ودون حكم قضائى.. ياعالم القرار استند لحكم قضائى سابق بحظر نشاط الجماعة.. ولنص المادة 86 من قانون العقوبات.. ومفيش فايدة.. عواجيز الفرح لا يمكن إرضاؤهم.. ومازالوا يصرخون وسيصرخون.. فهذه عادتهم.. وهذه فرصتهم لإثبات الوجود على الساحة..
أيها السادة عواجيز الفرح المصرى "نفتح الشباك ولا نقفل الشباك"..
الجريدة الرسمية