رئيس التحرير
عصام كامل

«2013.. عام النجوم».. «السيسي» أقوى رجال الشرق الأوسط.. «موسى» يستعيد بريقه.. اختفاء «البرادعي».. «بوتين» يقلب موازين العالم.. «أوباما» يحل

الفريق اول عبد الفتاح
الفريق اول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع

2013 من الأعوام الفارقة في حياة المصريين، انتهى خلاله حكم جماعة الإخوان كأحد أهم نتائج ثورة 30 يونيو، وخلال نفس العام تألقت العديد من الشخصيات في سماء الحياة السياسية بينما اختفى بريق مجموعة أخرى.

أحداث كثيرة مرت بظهور شخصيات سطع نجمها ولم يكن يتوقع منهم هذا الظهور والحضور القوى، فمنهم من ظهر وأبهر العالم، ومنهم من ظهر في حدود، ولكن كان له دوره المؤثر والحضور القوى خلال العام، كما شهد اختفاء شخصيات كانت أساسية وظاهرة طوال العام ولكن مع قرب منتصفه ومع قرب انتهائه تقريبا خرجت من المشهد.

فمع اقتراب انتهاء منتصف العام وتحديدا بعد أحداث 30 يونيو، ظهرت أقوى وأبرز شخصية في مصر حاليًا وسطع نجمها في سماء الشخصيات العالمية ونافس اسمه وشخصيته على لقب شخصية العام في الاستفتاء التي تقوم به مجلة تايم الأمريكية، وهو الفريق أول "عبد الفتاح السيسى " القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع، الذي انحاز لصف الشعب في 30 يونيو في مطلبه بإنهاء حكم الإخوان، وإعلان خارطة الطريق في 3 يوليو 2013.

ويأتى بعد ذلك أحد النجوم الذين ظهروا في سماء الساحة السياسة المصرية بشكل واضح من خلال مساهمته في إنجاز خطوة مهمة من خارطة طريق المستقبل، ووضع دستور مصر من خلال رئاسته للجنة تشكيل ووضع دستور مصر، وهو السياسي المخضرم ورئيس جامعة الدول العربية السابق عمرو موسى.

تم تعيين عمرو موسى رئيسًا للجنة الخمسين لتعديل الدستور في سبتمبر 2013، وبالفعل مع قرب انتهاء العام تم الانتهاء من تعديلات الدستور، وتم تسليمه للرئيس المؤقت عدلى منصور لكى يتم الاستفتاء عليه في 14 و15 من يناير المقبل.

وعمرو موسى هو سياسي قوى، عمل وزيرا لخارجية لمصر من 1991 إلى 2001، وأمينا عاما لجامعة الدول العربية من 2001 حتى 2011، وشارك في الانتخابات الرئاسية عام 2012، ولم يحالفه الحظ وخسر الانتخابات، ولكنه لم يعتزل الحياة السياسية وظهر على الساحة السياسية مرة أخرى برئاسته لجنة تعديل الدستور.

وعلى الساحة العالمية ظهر وتتلألأ نجم الرئيس الروسى"فلاديمير بوتين" الذي تربع من جديد على قائمة السياسيين في البلاد حسب النتائج التي ظهرت بعد استطلاع رأى أجرى في روسيا، وحصل على المرتبة الأولى لشخصية العام في روسيا، وعلى صعيد دولي.

وظهر مؤخرًا تصنيف من مجلة "فوربس" الأمريكية لأقوى الشخصيات في العالم لعام 2013، وتم اختيار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في المرتبة الأولى، يليه الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ثم الرئيس الصيني شي جين بينج.

قدم بوتين روسيا الجديدة كحليف جدير بالثقة في الشرق الأوسط، هذا هو الدور الذي فرضه بوتين على المجتمع الدولى وجعله يعترف ضمنًا بأن روسيا هي الأكثر قدرة على سد الفراغ الذي تركه غياب دور الولايات المتحدة الواضح في منطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد نجاحه في منع ضربة عسكرية أمريكية وشيكة على سوريا، كما وقف بجانب مصر بعد ثورة 30 يونيو.

ويأتى الرئيس الإيرانى المنتخب حسن روحانى الذي وعد بتبني نهج أقل تصادمية في المحادثات النووية مع القوى العالمية من النهج الذي تبناه الرئيس المنتهية ولايته نجادي، كأحد نجوم السياسة العالمية.

وبالفعل، وفي أول خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ انتخابه في أغسطس رئيسًا لإيران، أكد الرئيس حسن روحاني على أهمية الحوار والتفاوض والتفاهم مع الغرب للتوصل إلى تسوية للملف النووي الإيراني، داعيًا المجتمع الدولي إلى إدراك حقيقة أن العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران لن تحقق أهداف من دعوا إليها ومن قاموا بها. 

وفي ختام جولة ماراثونية من المفاوضات الشاقة استمرت أربعة أيام، توصلت إيران والقوى الكبرى في 24 نوفمبر الماضي بجنيف لأول اتفاق تاريخي مرحلي يكون ساريا لمدة ستة أشهر لاحتواء البرنامج النووي الإيراني، وهو ما فتح آفاقًا واسعة للخروج من أزمة استمرت أكثر من عشر سنوات.

ومع ظهور نجوم خلال عام 2013، شهد هذا العام أيضا هبوط نجوم واختفائها من على الساحة، وأبرز مثال هو اختفاء قيادات الجماعة ومكتب الإرشاد بسقوط محمد مرسي وتحولهم من الظهور على شاشة الفضائيات كنجوم إلى الظهور على شاشات الفضائيات أيضا ولكن وراء القضبان.

ويأتى بعد ذلك أفول نجم نائب رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية السابق "محمد البرادعى"، الذي كان ساطعا ولامعًا في سماء الساحة السياسية، وسيطر على قلوب وعقول كثير من فئات المجتمع المصرى، وكان له الكثير من المواقف وردود الفعل السياسية القوية التي لا تنسى حتى الآن، سواء حينما كان هو ممثل جبهة الإنقاذ أو عندما أصبح نائبًا لرئيس الجمهورية.

وجاء موقفه الغريب بتقديم استقالته من منصبه احتجاجا على أحداث فض اعتصامى رابعة والنهضة في 14 أغسطس 2013، وتصريحاته وتغريداته المدافعة عن جماعة الإخوان بعدما اعتبر الكثيرون أن هذه الاستقالة هروب من المسئولية، وأنها جاءت في التوقيت غير المناسب، وأنها أفقدته مستقبله السياسي، وأفقدته رصيده الشعبى.
الجريدة الرسمية