رئيس التحرير
عصام كامل

غجريون ضد التوبة.. «المحجوب» فشل في إنهاء أسطورتهم.. وجيل «السفاريت» يهدد عروس البحر .. سرقوا حديد كوبري «محرم بك».. و«الخناقات» أحدث أساليب السرقة «الصيفي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لم تعد عروس البحر الأبيض المتوسط ملاذًا للأسر المتوسطة التي تقضى أيامًا أو أسابيع قليلة تعلق أحداثها بالذاكرة انتظارًا للصيف التالي، تحولت -رغمًا عن الجميع– لـ"وكر أمن" يسيطر عليه غجريون.

حيث فشل اللواء عبدالسلام المحجوب، محافظ الإسكندرية الأسبق في إنهاء أسطورتهم وتوقيع عقاب مناسب عليهم بعد أن نجحوا في تهديد أمن شواطئ المحافظة وسرقوا الحديد الموجود أعلى كوبرى «محرم بك» الذي سبق وافتتحه الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك.

الفشل في مواجهة «غجر» الإسكندرية لم يكن سببه في الحقيقة شخص «المحافظ»، ولكن جاءت الحوادث التي تلت رحيله لتأكد أنهم -أي الغجر- يعملون وفق مبدأ «استعراض العضلات»، وهو أمر تأكد بعد قيامهم بسرقة عدد كبير من السيارات أثناء الانفلات الأمنى الذي حدث خلال الأسابيع التي تلت رحيل «مبارك» وقاموا بتقطيعها وبيعها «خردة» ولم يستطع اللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية -وقتها - أن يوقع على أي منهم أي عقوبة.

حكايات تقترب من الخيال يتناقلها أهل المدينة الساحرة عن الغجر، بعضها لا يمت للحقيقة بصلة، لكن جزءًا كبيرًا منها يؤكد أن عالمهم لا يمكن لأحد أن يخترقه مهما علا شأنه، وهو ما أكده أحد سكان شارع شجرة الدر بغيط العنب قائلا: الغجر خطر على الإسكندرية فهم يسرقون في كل وقت بداية من الموالد وحتى الحج والعمرة وفى الأسواق، بل يقومون في أوقات كثيرة بسرقة الغسيل من النوافذ والبلكونات، حيث يقومون بتدريب الصبية البالغين من العمر 6 و7 سنوات على القفز من النوافذ الضيقة جدًا داخل المناور والمنازل ويطلقون عليهم لقب «السفاريت».

يضيف السيد المراغى، أحد سكان عزبة المراغى بمنطقة خروعة: "لا يمكن الوصول لها بسهولة إلا عن طريق غجرى أو غجرية، وإذا تم اصطياد أحد الأغراب هناك تتم سرقة كل ما لديه من أموال وملابس ويترك عاريا في الشارع، فسكانها من أخطر أنواع الغجر، لأنهم يعتمدون في حياتهم على الخطف المباشر من الشارع كما يقومون بالسفر إلى الأراضى المقدسة للسرقة هناك".

ومن منطقة خروعة إلى منطقة العجمى وتحديدًا شارع مكة بالبيطاش، ويروى لنا أحد السكان هناك ويدعى أشرف عبدالعال أنه تعرض لسرقة منزله منذ أشهر وقد انتشرت السرقة بنفس الأسلوب وهو القفز من نافذة المطبخ فعرف السكان أن هناك شيئًا غريبًا في المنطقة وبالتتبع تبين أن هناك أسرة غجرية تقيم حديثا في البيطاش كانت سبب كل هذه السرقات، فقاموا بإبلاغ الجهات المعنية لكنهم لاذوا بالفرار قبل أن يتم إلقاء القبض عليهم بعد علمهم بأن السكان سيقوموا بتسليمهم إلى القسم، ولم يعرف بعد أين ذهبوا.

ففى فصل الصيف يحتلون أول شارع خالد بن الوليد، فالأخير يكتظ بالمصطافين الذين يأتون إلى الإسكندرية لقضاء وقت لطيف، فتقوم الفتاة الغجرية بنشل المصطافين من على الكورنيش عندما يتركون متعلقاتهم الشخصية وينزلون إلى البحر، حيث يتم افتعال مشاجرة كبيرة يكون طرفها أحد الغجر مع شخص غجرى آخر ليتحول الكورنيش إلى زحام شديد ويتم اكتشاف السرقة عقب انتهاء المشاجرة.

جدير بالذكر أن الغجر يقيمون احتفالات تمتد إلى الصباح في حالة ولادة فتاة لهم إذ يعتبرون أن الفتاة كنز ثمين لهم، ويمكنهم الاعتماد عليها في السرقة والنشل أكثر من الرجل، كما أن كلمة التوبة لا تعرف في قاموس الغجر فهم يظلون هكذا طوال حياتهم.
الجريدة الرسمية