رئيس التحرير
عصام كامل

لن يفلحوا في خداع الشعب مرة أخرى...!


• ما يثيره البعض من مآخذ حول الدستور الجديد المزمع الاستفتاء عليه يومي 14 و15 يناير القادم نقول له، إن هذا الدستور عالج تشوهات وسقطات دستور الإخوان الذي قسم الشعب المصري.. فإذا كان الناقدون له إخوانا أو من على شاكلتهم فالأولى لهم أن يصمتوا فلن يصدقهم أحد.. ولن يفلحوا في خداع الشعب المصري الذي يملك وعيا وحسًا سياسيا قادرًا على الفرز والاختيار.. وأظنه سيخرج بملايينه ليصوت على الدستور ويضع حدًا لحالة السيولة السياسية والفوضى التي يراد لنا البقاء فيها، مشتتين لندخل في عداد الدول الفاشلة التي يسعى إليها ويتمناها لنا الإخوان وأعداء مصر في الداخل والخارج، وهو ما لن يتحقق بإذن الله.


• لن نقول إن دستور 2013 هو أفضل الدساتير، فهو في النهاية عمل بشري لكنه على الأقل تفادى سلبيات الدساتير السابقة، وخصوصا دستور الإخوان البغيض وجاءت عباراته محكمة واضحة المعاني، قطيعة الدلالة ملزمة تؤسس لدولة ديمقراطية، حكومتها مدنية تلتزم برعاية مواطنيها وتنميتهم صحيا وتعليميًا واجتماعيًا والحفاظ على وحدة نسيجهم الاجتماعي ووحدة ترابها، كما استلهم الدستور روح ثورتي يناير ويونيو، وجاهد لتحقيق العدالة الاجتماعية والحريات والحقوق وسيادة القانون والمساواة وعدم التمييز، وأنهى عصورا من التعذيب والتهميش والإقصاء للسواد الأعظم من الشعب..

وبقدر ما أعطى للشعب من ميزات تقوم به الدولة من وظائف، بقدر ما أغلق أبواب الإفساد والفساد وجفف منابع الاستبداد والإفقار حيث فتح الباب لمحاكمة الرئيس ومنعه من الانفراد بالحكم وتحديد مدة رئاسته بـ 4 سنوات لا تجدد إلا مرة واحدة فقط، وغل يده في حل البرلمان إلا باستفتاء الشعب في ذلك، كما ألزمه بالرجوع للبرلمان عند تعيين رئيس الوزراء.. والأهم سلبه الحق في تخفيف الأحكام في عقوبات نافذة إلا بعد الرجوع لمجلس الوزراء، حتى يمنع تكرار ما فعله الرئيس المعزول مرسي الذي أخطأ في استخدام صلاحياته بالإفراج عن مجرمين وإرهابيين وتجار مخدرات من أقاربه وعشيرته ومن زاملوه في السجن.

• إن الحشد الكبير أولًا.. والموافقة على الدستور ثانيًا يعني إنجاح ثورة 30 يونيو وخارطة المستقبل.. يعني استرداد الدول وكبح جماح الفوضى.. وإخراج الاقتصاد من عثرته.. وإقامة مشروعات قومية آن لها أن تبدأ.. يعني تماسك الجبهة الداخلية وتبقى روح 30 يونيو على جذوتها في صدور الملايين.

• يعني مغادرة أرض الخوف والعبور لبر الأمان في وجود رئيس.. وبرلمان منتخب تنعقد عليه الآمال في ظل جدل محتدم بين النخب وصراع مصالح ضيقة بين الفئات المختلفة وتخوين وحروب كلامية في الفضائيات والإعلام..؟!
الحشد الكبير.. ونعم يعني نجاح المسار الديمقراطي والعبور إلى المستقبل وغير ذلك يعني العودة إلى الماضي و.. و..

• ويبقى أخيرًا سؤال للنخبة والمجتمع المدني والأحزاب أين أنتم وإذا لم تتحركوا في هذا الوقت.. للتعريف بجوهر الدستور ومزاياه.. فمتى تتحركون..؟!
الجريدة الرسمية