رئيس التحرير
عصام كامل

هل طنطاوى فارس القدر؟


السؤال سببه الاحتفالية التى نظمتها القوات المسلحة للمشير حسين طنطاوى، وزير الدفاع الأسبق ورئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
فقد عرضت الشئون المعنوية فيلما تحت عنوان "لمسة وفاء"، عن تاريخ الرجل ووضعته بجوار أحمد عرابى ومصطفى كامل وسعد زغلول ومحمد فريد (هكذا).

الفيلم استخدم تعبيرات فخيمة طبقا لما نشرته جريدة المصرى اليوم، من نوع يتسم بوضوح الرؤية، وحكمة القرار وقوة الإرادة، ورجل محب لوطنه، مخلص لخدمته، وهو فارس القدر وقلماً يجود به الزمان"، وانتهى الفيلم بقول الفريق صدقى صبحى عن طنطاوى: "هذا الرجل لن يعطيه حقه سوى المولى عز وجل"، وكان لابد من ختام يكون لوزير الدفاع الفريق عبدالفتاح السيسى فقال: "كان أكثرنا تفهماً وحرصاً على بلده، وتحمل ما لا تتحمله الجبال".
ليست لدى مشكلة فى أن يكون لقادة القوات المسلحة كل هذا الولاء لقائدهم السابق، فربما تكون هذه هى طبيعة هذه المؤسسة العسكرية بل يمكننا اعتباره نوعا من الوفاء، وليست هناك مشكلة فى الاعتراف أن طنطاوى وأعضاء المجلس العسكرى مشكورين انحازوا للثورة عندما مالت الكفة تماما ضد مبارك ونظامه.
لكن كل هذا لا ينفى على الإطلاق مسئولية المشير وأعضاء المجلس عن تسليم البلد مجانا للتنظيم السرى للإخوان، هذا أولا وثانيا أنهم يتحملون كُل حسب مسئولياته جرائم قتل المتظاهرين منها مذابح ماسبيرو ومجلس الوزراء والبالون ومحمد محمود وغيرها، وإذا كانت تتم محاكمة مبارك ووزير داخليته لتقاعسهم عن أداء عملهم بحماية المتظاهرين.
لكن المشكلة أن مرسى والتنظيم السرى للإخوان ومعهم قادة الجيش يرفضون رفضا قاطعا حتى مجرد التحقيق الجدى فى هذه الجرائم، وكأن المشير ومن كانوا معه مع كامل الاحترام لهم فوق القانون وفوق الدولة وفوق دماء شهدائنا.
فليسمح لى قادة القوات المسلحة، فالمشير طنطاوى فارسكم الذى قلما يجود الزمان بمثله ولكنه بالنسبة لى موظف تمت فى عهده جرائم لابد أن نحاسبه عليها يوما ما.
الجريدة الرسمية