قنبلة تحت وسادة جدو الببلاوى
قبل الحصر المبدئى أو النهائى لشهداء ومصابى حادث تفجير مديرية أمن الدقهلية من رجال الشرطة والمدنيين، قبل فجر اليوم، على الرئيس عدلى إصدار قراره بإقالة رئيس الوزراء النائم حازم الببلاوى والفاشلين من رجال حكومته، قبل أن تنقل الصحف العالمية خبراً ساخراً على صفحاتها الملونة عن قنبلة تحت وسادة "جدو حازم".
المطلب الذى لا نرى مبرراً للتراجع عنه، بعد صمت رئيس الوزراء على جريمة ذبح علنى لسائق مدينة المنصورة الشهيد محمد جمال بدير فى الشارع لمجرد أنه مر على مسيرة إخوانية مسلحة حاملاً صورة قيادة بالجيش، وفقدان الأمل فى فهم "سى حازم" خطورة المهمة المنوط به القيام بها، تجب معه مراجعة "عمق" مقصد الببلاوى من حديثه حول استحالة أو صعوبة اعتبار جماعة الإخوان منظمة إرهابية، رغم أن حكم حظر التنظيم ومؤسساته وأنشطته والتحفظ على أموالها، أكد على هذا وبُنِى عليه.
ويبدو أننا أمام عقلية تدير حكومة نتفق على وصفها بالرخوة، ولا نستبعد صبغ قوامها ورأسها بالارتخاء، لكن بينما أهالينا يحملون جثث ذويهم ومصابيهم وبينهم مدير الأمن نفسه اللواء سامى الميهى ومدير مكتبه ومدير المباحث الجنائية، فنحن أمام عقل أقرب إلى ما يردده إخوان الكذب عن قيام قيادة الجيش بتدبير كل عمليات القتل التى أنهت حياة جنودنا وأبنائنا فى مختلف مناطق البلاد، عقلية اصطناع "الطبطبة" المنادية بالمصالحة مع عدو مسلح واضح للعيان، والإبقاء على خطر يهدد المصريين لحظياً.
تفجير المنصورة أتى بعد سلسلة من التفجيرات لمقار مديريات الأمن بمحافظات أخرى فى مشاهد مستنسخة أو قل مفخخة لم يجد معها أحدنا رداً عملياً من وزير الداخلية الناجى بأعجوبة من مفخخة عابرة، فلا رؤية قدمها لخطة أمنية واضحة وموضوعية لمواجهة قوى الإرهاب، ولا تصورا طرحه لإصلاح جهاز أمنى أو معالجة شروخه الناتجة عن اختراقه، حتى وصل برجاله الحال إلى اتهام ضابط مرور بالعمل كمرشد مؤقت لحساب جماعة إرهابية ضد زميله ضابط الأمن الوطنى محمد مبروك.
حتى قوامة الوزراء على دواوينهم باتت أكثر سخرية وأكثرهم وزير التعليم العالى صاحب "البالين" التائه بين مبادئ لا محل لها من الإعراب فى صراع مع جماعات إرهابية مسلحة، وهيبة منابر العلم وحَمَلَتِه ورجاله الذين أصبحت عمليات الاعتداء عليهم وسحلهم مادة للسخرية على صفحات ومواقع الإخوان ومشاهد للتسويق الدولى لدى الهاربين على فضائيات البغاء القطرية والتركية.
وأكثر المتحالفين مع "الفشل الببلاوى" أحزاب ارتضت لها مقاعد وزارية لقاء غيابها عن الشارع والجامعة والميدان، حتى صارت مسيرات الإخوان المسلحة بالشوارع وعملياتهم الإرهابية بالمدن والقرى ومظاهراتهم المخربة بالجامعات، نتيجة طبيعية لانسحابها واستكانتها وفشلها المستمر فى التواصل مع الشارع، وتواطؤ ممثليها فى حكومة "سى حازم" على مصالح واستحقاقات الشعب، واستجابة نشطاء ومنظرين طواعية لفكرة المصالحة مع التنظيم الإرهابى والتعاطى مع مخططه الدولى لتفكيك مصر وجيشها.
معركة مصر وشعبها فى سبيله للثورة والتحرر من استبداد وفاشية لا ينقصها إلا الخلاص من حالة الفوضى المرتبة المنظمة الممنهجة المتمثلة فى بقاء الببلاوى وأغلب وزراء حكومته الفاشلة العاجزة عن حماية حق المصريين فى الحياة والبقاء، حكومة بها وزراء لا يستحق أغلبهم إلا الإهانة طالما قرروا الإبقاء على أزمات المصريين، ولا يستحقون منا أن نكسر وراءهم "القلل" بل تكفيهم دعوات المقهورين بنيلهم مصير ضحايا حادث المنصورة التى نسمعها الآن.
انقذوا ما تبقى من هيبة الدولة والثورة والشعب وأعيدوا حكومة جدو الببلاوى إلى القبور، فأنتم أمام جيل وشعب محب للحياة لا تليق مع أمانيه أشكالهم.