رئيس التحرير
عصام كامل

«المصريون تواقون إلى الاستقرار».. «فراكفورتر ألجماينه»: مصر تنحدر نحو الدولة البوليسية.. «زوددوتشه»: القمع والابتزاز من أدوات بوتين.. البشير وراء اشتباكات «جنوب السو

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

انحدار مصر نحو الدولة البوليسية، والحرب المستعرة في جنوب السودان بغطاء طائفي وإطلاق سراح المعارض الروسي خودوركوفسكي، إضافة إلى قضية الفساد في تركيا، من القضايا التي تصدرت اهتمام المعلقين الألمان.


وقفت صحيفة "فراكفورتر ألجماينه تسايتونج" الواسعة الانتشار، عند الأحكام الصادرة بحق ثلاثة ناشطين شاركوا في قيادة ثورة الخامس والعشرين من يناير في مصر، والتي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك.

كانت محكمة جنح عابدين قد قضت بالسجن ثلاث سنوات على كل من أحمد دومة (ناشط علماني) وأحمد ماهر ومحمد عادل (من حركة 6 إبريل)، لاتهامهم بإحداث الشغب وتنظيم مظاهرة دون إخطار السلطات المختصة، وهو الحكم الذي اعتبرته الصحيفة الألمانية مؤشرا لعودة الدولة البوليسية، على حد وصف الصحيفة.

"فراكفورتر ألجماينه تسايتونج" كتبت تقول: "مخطئ من يعتقد أن رجالات السلطة في مصر يهدفون إلى قمع جماعة الإخوان فحسب، فقد التفت النخبة القديمة الجديدة حول الفريق أول عبد الفتاح السيسي، واستعادت السيطرة على مؤسسات الدولة. وهي الآن تحاول التحكم بالشارع، عبر اعتقال النشطاء العلمانيين الذين دعوا إلى ثورة 25 يناير 2011، وبإمكانهم أيضا الدعوة إلى أخرى في أي لحظة. وبعد ثلاث سنوات من الاضطرابات يبدو المصريون تواقون إلى الاستقرار، لكنهم لن يقبلوا بالجمود. وإنه لذر للرماد في العيون عندما يقوم الرئيس عدلي منصور المعين من قبل الفريق السيسي بالدعوة إلى الاستفتاء على الدستور الجديد. (بيد أن) لا خيار بقي أمام المصريين؛ فمن يرفع صوته ضد النظام، فإنه مهدد كما حدث مع الناشطين الثلاثة بالسجن"، بحسب الصحيفة الألمانية.

وحول إطلاق سراح المعارض والملياردير الروسي ميخائيل خودوركوفسكي يوم الجمعة الماضي، بموجب مرسوم العفو الذي وقعه الرئيس فلاديمير بوتين، كتبت صحيفة زوددوتشه تسايتونج: "أن يقوم بوتين بتوقيع مرسوم العفو في العشرين من ديسمبر بالذات، خطوة بطعم الخداع. فهذا اليوم يتزامن منذ قيام الاتحاد السوفيتي بالاحتفال بأجهزة المخابرات، وبوتين كرجل يتمتع بأقوى نفوذ في هذا الجهاز لعب بالتأكيد دورا هاما، سواء في كسر شوكة خودوركوفسكي، أو (بالدفع به) إلى تقديم مسرحية الاعتراف بالذنب ومنحه العفو. الحقيقة الكامنة خلف ستار الإنسانية كما ادعى ذلك بوتين، هي أن القمع والتهديد والابتزاز من الوسائل التي يعتمد عليها (بوتين) لبسط سلطته. ومن استبشر بأن روسيا في طريقها لأن تصبح دولة القانون، فإنه لم يستوعب الأمر نهائيا".

وفيما يرتبط بالتطورات الجارية في تركيا فيما يتعلق بقضية الفساد التي طالت أقرب رجالات رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، تنبأت صحيفة "فراكفورتر روندشاو" بأن تقضي هذه الفضيحة على مستقبل أردوغان السياسي.

وذكرت الصحيفة: "قبل 11 عاما دخل حزب العدالة والتنمية بقيادة رئيس الوزراء أردوغان المعترك الانتخابي، متعهدا بتبني سياسة تخشى الله. سياسة نزيهة وقريبة من الشعب.. الآن لم يبق أي شيء من كل هذا.. الصور التي تناقلتها القنوات التليفزيونية تظهر تورط أبناء الوزراء، وأباطرة العقار ورجال البنوك المقربين من الحكومة، في أكبر فضيحة فساد في تاريخ البلاد".

وتعليقا على مزاعم أردوغان بوجود "أياد أجنية" تسعى إلى "استخدام مخالبها المحلية لتخريب وحدة تركيا وتكاملها"، تقول الصحيفة: "قد يكون الأمر له علاقة أيضا بالصراع على السلطة بين القوى المحافظة، لكن ما هو مؤكد أنه خلال السنوات الطويلة لحكم العدالة والتنمية، كان الحزب متورطا في الفساد".

أما في جنوب السودان، الذي يشهد قتالًا عنيفًا بطابع طائفي بين قوات الرئيس سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار، علقت صحيفة فراكفورتر ألجماينه تسايتونج: "في جوبا نشب القتال بين حلفاء الأمس المقتتلين تحت غطاء طائفي. وقوات نائب الرئيس السابق أحكمت سيطرتها على آبار النفط التي دونها تكون حكومة جوبا قد فقدت جميع مداخيلها. كما أن دولة السودان التي هي بحاجة ماسة إلى المداخيل التي تجنيها من رسوم مرور نفط جنوب السودان في أراضيها، تدعم المتمردين الذين التحقوا بعد ذلك بقوات نائب الرئيس المقال. وهكذا يتجه جنوب السودان من حرب أهلية إلى أخرى".
الجريدة الرسمية