«دماء الحسين تجدد الخلاف بين شيعة وسلف مصر».. القاهرة خارج خارطة «أربعينية الإمام».. 25 مصريًا شيعيا يتوجهون لكربلاء العراقية.. «الهاشمي» و«قنديل» و«الصباغ
بوجه جديد يعود الخلاف بين الشيعة والسلفيين المصريين ليتصدر المشهد بعد 40 يومًا من إحياء ذكرى عاشوراء «استشهاد الإمام الحسين».
ففي 8 ذي الحجة سنة 61 هجرية خرج «الحسين» من مكة إلى الكوفة بالعراق، إلا أنه حين بلغ «القادسية» علم بتخاذُل الكوفيين عن حمايته ونصرته فقرر العودة إلى مكة، وأصرّ بعض أتباعه على المضي قدمًا للأخذ بثأره، فلم يجد «الحسين» بُدًا من مطاوعتهم، وواصل السير حتى بلغ كربلاء على مقربة من الكوفة في 2 محرم، ووجد جيشًا كبيرًا في انتظاره، في حين كان مع «الحسين» نحو 90 شخصًا، بعدما تفرق عنه الناس، ولم يبق معه إلا أهل بيته وقليل ممن تبعوه في الطريق، وعسكرت القوتان غير المتكافئتين في هذا المكان.
حاول «الحسين» أن يخرج من هذا المأزق بعد أن رأى تخاذل أهل الكوفة وتخليهم عنه، لكنه لم ينجح، وبدأت المعركة، ومنع جيش «يزيد ابن معاوية» الماء عن الحسين وصحبه، فلبثوا أيامًا يعانون العطش، ثم بدأ القتال بين قوتين «غير المتكافئتين» في 10 محرم، فكان مع الحسين 32 فارسًا و40 رجلًا، في حين بلغ جيش أعدائه أكثر من 4 آلاف، وتعدى القتل الرجال المقاتلين إلى الأطفال والصبيان من صحبته وآل بيته، ولم يبق إلا هو، يقاتل تلك الجموع المطبقة عليهم، حتى سقط «شهيدًا».
ظن البعض أن فتنة المسلمين التي بدأت بين «على بن أبي طالب» و«معاوية بن أبي سفيان» انتهت باستشهاد الحسين، إلا أن الفتنة بدأت فعلا باستشهاد سيد شباب أهل الجنة، واستمرت لمئات السنين ولا تزال أصداؤها تؤثر على الأمة الإسلامية ما بين سنة وشيعة.
وغدًا الثلاثاء يحيي الشيعة ذكرى أربعينية الإمام الحسين وهو ما يفتح الباب من جديد لمعركة قد تكون أقل حدة من نظيرتها بين السلفيين والشيعة، فقد دارت في ذكرى عاشوراء حرب تصريحات ما بين قيادات الشيعة بمصر وعدد من الائتلافات السلفية، فقد نسبت في تلك الفترة تصريحات لبعض القيادات الشيعة عن عزمهم إحياء ذكرى عاشوراء بمسجد الإمام الحسين بالقاهرة، بينما حاول آخرين العدول عن تلك الفكرة نظرًا لتربص السلفيين بهم.
وفى يوم عاشوراء ذهب بالفعل القيادي الشيعي عماد قنديل إلى مسجد الحسين في نفس الوقت كان وليد إسماعيل وأعضاء ائتلاف الدفاع عن الصحب والآل، أعلنوا عن عزمهم التواجد بمنطقة الحسين لمنع الشيعة من ممارسة أي شعائر وهو ما حدث بالفعل وكانت النتيجة الصدام ما بين القيادي الشيعي والسلفيين انتهت بتوجه الجميع إلى قسم الشرطة وتحرير محاضر متبادلة.
إلا أنه وفي ذكرى أربعينية الحسين، اختلف الوضع بشكل كبير فلم تخرج أي تصريحات من السلفيين أو الشيعة، وتحديدًا مع قرار عددٍ من قيادات الشيعة السفر إلى كربلاء بالعراق، الأسبوع الماضي وأبرزهم السيد الطاهر الهاشمي وعماد قنديل وسالم الصباغ ويتكون الوفد من 25 شخصية.
وقال القيادي الشيعي محمود جابر إنه كان المفترض أن يسافر مع هذا الوفد، إلا أن السفارة العراقية رفضت منحه تصريح السفر، وذلك لوجود اسمه ضمن قائمة الشخصيات المصرية المستهدفة بالاغتيال من قبل الجماعات المتطرفة بالعراق، مشددًا على أن السفارة العراقية أبلغته بذلك بناء على تعليمات أمنية جاءت من الحكومة العراقية ببغداد. وشدد أن إغلاق ضريح الإمام الحسين جعل شيعة مصر يقررون إحياء الأربعينية بمنازلهم دون الذهاب للمسجد.