رئيس التحرير
عصام كامل

الشعب ومساعدة الجيش


مشروع قومى حقيقي على أرض الواقع يعالج قضية عانت منها مصر طويلا على مر عقود وهي أطفال الشوارع.. تلك القنبلة التى كانت قاربت على الانفجار وقام الفريق السيسى باتخاذ القرار التاريخى بجمع هؤلاء فى المدارس الفنية العسكرية وتأهيلهم نحو المستقبل .


إن هذا القرار مع صعوبته على أرض الواقع إلا أنه يصب فى مصلحة مصر بميلاد طاقة بشرية كبيرة ليست مهدرة فحسب وإنما نشأت فى ظروف غير طبيعية وأنتجت هؤلاء الذين يشكلون تهديدا لمجتمعنا وللمستقبل القادم .

لابد اأن تتضافر جهود المجتمع ككل مع جهود القوات المسلحة من أجل الإبلاغ عن أطفال الشوارع الذين لا مأوى لهم ولا ملبس ولا مأكل حتى يتم ترحيلهم إلى المؤسسة الفنية العسكرية التى ستتولى تدريبهم وإعدادهم ليكونوا ثمارا صالحة للمجتمع بعد أن أصبحوا حملا ثقيلا وتهديدا لا يمكن التنبؤ به.

وعلى القوات المسلحة أن تخصص رقم حساب لجمع التبرعات التى يمكن أن يساعد بها المواطنون من أجل إعادة تقويم هؤلاء وإعدادهم والصرف عليهم، والذى لا يمكن أن تقوم به القوات المسلحة وحدها وسط ضيق الموارد والأعباء الملقاة على عاتقهم.

عرف الجيل الحالى قيمة قواتنا المسلحة فى حرب أكتوبر.. وعرف قيمتها بعد الثورة والتى صدقت ما عاهدت الله عليه فحفظت أمننا وسط الكثير من التحديات والاتهامات ومهما علا صوت الناس "يسقط يسقط حكم العسكر" ازدادت القيادة حكمة وصبرا وازداد الجنود إيمانا بأن الأمانة التى تحملوها ليست سهلة وإنما هى أمن مصر والمصريين فتماسكت قواها وقت أن انهارت كل القوى فكانت العمود الفقرى الذى أعاد تجميع أجزاء الجسم مرة أخرى بعد أن تفكك عدة مرات.

نقدر جميعا أعمالكم التى افتخرنا بها ونريد أن نشارككم الأعباء، فالقوات المسلحة التى طالما ظهرت بالقوة طيلة الفتره الماضية نريدها أن تطلب منا كيف يمكن أن نساعدها فلن نقف متفرجين ولا مكتوفى الأيدى وهم يبذلون من الجهد والعمل ما لا يطاق وقت الحر وسقوط الأمطار والبرد الذى لا يطاق .

نحن فى انتظار أن يطلب الجيش منا أن نساعده ويحدد المجالات التى يمكن أن يساهم الشعب فيها والعمل المجتمعى وأن يحدد أيضا الأشخاص المنوط بهم توجيه هذا العمل للرجوع إليهم فى التنسيق بين الجهود .

نريد عملا مجتمعيا راقيا تتعاون فيه جهود الشعب مع القيادة.. هذا الواجب علينا جميعا الآن .
الجريدة الرسمية