رئيس التحرير
عصام كامل

حسن البنا مؤسس جماعات التكفير


لا تظنوا أن من في جماعة الإخوان يفهمون أو يدركون أو يستشعرون، هم في الحقيقة بقية من رجال، مسوخ بشرية تشوهت مشاعرها وتبلدت أحاسيسها، وتوقفت عقولها، وتيبست مفاصلها، ونستطيع أن نتحدث عن أمراضها من هنا إلى يوم الدين، ليست هذه مبالغة والله، ولكن الذي عليه الجماعة الآن هو قمة في الشوفينية والبرجماتية والفاشية مع خليط من التكفير والدموية، ويكفي الجماعة ذما أنها ترفع شعار الدين لتستلب عقول الصغار والبسطاء وهي في الحقيقة لا تبحث عن دين، وإنما تبحث عن دنيا، لذلك خرج منها كل من يفهم، وكل من في قلبه ذرة من مشاعر، وبقي فيها تلك المسوخ البشرية ذات القلوب المشوهة.


وإذا كنا قد عشنا سنوات وسنوات تحت وهم أن حسن البنا كان إماما ملهما وأن سيد قطب هو الذي غير عقيدة الجماعة وانحرف بها ووصل بها لهذا الحال الذي نراه حاليا، هذا الحال الذي جعلها ترفع شعار الدين من أجل سرقة الدنيات بمغانمها، إلا أن هذا الوهم تبدد عندما دخلنا إلى عش الدبابير وقرأنا حسن البنا وتراثه من جديد، ولك أن تعلم أن من يدخل إلى عالم حسن البنا منتقدا ورافضا فإنه يصبح عند الإخوان كافرا خارجا عن ملة الإسلام، فالإخوان يعتبرون حسن البنا وكأنه نبي الإسلام الجديد الذي جاء ليعيد الإسلام إلى الدنيا بعد أن غربت شمسه عنها، لم يستمد الإخوان هذا الفهم المريض من تراث حسن البنا، فتراثه شديد الركاكة ليست له قيمة فكرية اللهم إلا أنه يعتبر منظر التكفير حيث وضع في رسائله أفكارا تكفيرية تجعل أي مسلم خارج نطاق جماعته من الكفار أو على أقل تقدير من أنصاف الكفار.

ليس هذا فحسب، ولكن البنا جعل من نفسه كأنه هو الإسلام وكأنه هو نبي الإسلام، ومن خلال مذكراته وضع صورة مقدسة لنفسه، أما كل ما فعله سيد قطب فيما بعد هو أنه جمع اللمحات التكفيرية للبنا وجعل منها نظرية صاغها على طريقة أبو الأعلى المودودي، إلا أن حسن البنا يظل هو صاحب السبق في وضع فكر التكفير في القرن العشرين هذا الفكر الذي عانينا وما زلنا نعاني منه حتى الآن.
الجريدة الرسمية