رئيس التحرير
عصام كامل

مناظرة كشفت المستور!


شاهدت مناظرة تليفزيونية حول الدستور الجديد بين الفنان خالد يوسف.. «وهو من ثوار ثورتى يناير ويونيو».. والدكتور مصطفى النجار و«هو من ثوار ثورة يناير» أدارها الإعلامى خيرى رمضان.


النجار لم ير فى مشروع الدستور أى ميزة إيجابية.. بل يراه من أسوأ الدساتير المصرية من وجهة نظره.. ولا يعبر عن الثورة.. ولا الدولة المدنية الديمقراطية.. ولا يمنع من قيام الأحزاب على أساس دينى.. ويدستر للطوارئ.. وفيه انتكاسة لحقوق وحريات الإنسان و.. و.. إلخ.

بل اتهم الذين يدعون بالتصويت على الدستور «بنعم» من أجل الاستقرار ونجاح ثورة ٣٠ يونيو وخارطة المستقبل بأن ذلك نوع من «التدليس» فلا يمكن هضم دستور وضعت فيه لجنة الخمسين رمالاً كثيرة على حد قوله..! باختصار لم يعجبه الدستور وسيصوت عليه بـ«لا».

أما الفنان خالد.. رد بأدب جم وبشرح الفاهم والواثق من نفسه.. أنه دستور يليق بدماء الشهداء وبالثورتين.. ويراه من أفضل الدساتير فى الحقوق والواجبات والحريات والعدالة الاجتماعية والمساواة والفصل بين السلطات وفيه ميزات إضافية كثيرة تجعله يتفوق وعلى غيره من الدساتير.. فهو يكرس لدولة مدنية ديمقراطية بحق لا دينية ولا عسكرية وفخور به كمواطن قبل أن أكون عضواً بلجنة الخمسين لأنه يعبر بحق عن مصر الحقيقية ويقودها بخطى ثابتة وتوافق وطنى نحو المستقبل عبوراً لمراحل انتقالية صعبة..

ما يقوله الإخوان وأعوانهم عن الدستور بأنه معاد للشريعة الإسلامية ويبيح زواج الشواذ إلى آخر الادعاءات الكاذبة فهو كلام هراء لا أساس له من الصحة وعلى غير الحقيقة.
كما أن الدستور يقيم العدالة الانتقالية ومحاسبة من أخطأ وأجرم فى حق الثوار ومصر.. ولم يخلط بين الدين والسياسة.

مصطفى كالعادة حاول تشويه الدستور الجديد بكلام مرسل غير مقنع لأحد إلا لنفسه ومن على شاكلته.. ولا يمكن بأى حال من الأحوال افتراض البراءة فيما قاله.. فهذا - بلا شك - يتلاقى مع إرادة الإخوان وحلف قطر وتركيا والأمريكان الذين يخططون لإسقاط مصر وتعطيل خارطة المستقبل ونشر الفوضى بالجامعات وتعطيل حركة الحياة.. حتى لو لم يقصد مصطفى ذلك!

وأسأله لماذا تتحدى إرادة المصريين فى ٣٠ يونيو.. أين الأولوية الوطنية وتحمل المسئولية كثورى ومصرى فيما تفعل وتدعو له.. هل نملك ترف الجدل والاختلاف حول مسائل يمكن - تأجيلها إنقاذاً لسفينة الوطن التى تحوطها الرياح من كل جانب - خصوصا - أنك تختلف على موضوع يلقى التأييد والقبول وهو «الدستور» من أغلبية الشعب المصرى..

خالد .. يتكلم من منطلق وطنى وفاهم مواد الدستور فهو واحد من أعضاء لجنة الخمسين وعندما يقول إن منتج الدستور النهائى جيد جداً ويعتبره من أفضل الدساتير فهو على حق لأن هناك اتفاقا من أغلبية الشعب على ذلك فيما عدا الإخوان ومناصريهم طبعا!

إذا كان مصطفى قد قرأ مواد الدستور ولم يفهمها ويستوعبها فتلك مصيبة فالمفترض أنه بيفهم كويس..!
أما إذا كان مصطفى قد قرأ مواد الدستور واستوعبها وقارن بينها وبين مواد الدساتير الأخرى.. ووجد أنها الأفضل.. ولكنه لا يريد الاعتراف بذلك.. حتى يظل فى الضوء - كمعارض على طول الخط فتلك كارثة أعظم.. فمصلحة الوطن المفروض أن تكون فوق أى مصالح أخرى!

عموماً.. إن كل من تابع المناظرة خلص إلى أن الفنان خالد يوسف يريد الاستقرار لبلده والعبور بها إلى بر الأمان.. وعندما يقول إن الدستور الجديد من أفضل الدساتير فهو يقول الحقيقة والواقع.. ولا يدلس أو يبالغ.

أما الدكتور مصطفى النجار.. فهو قد ظلم لجنة الخمسين.. وحاول متعمداً طعن وتشويه الدستور الجديد.. وأترك الحكم للناس الذين شاهدوا المناظرة ولك الله يا مصر!
الجريدة الرسمية