بلطجة.. و"إن كان عاجب"
الاختلاف.. لا يعنى الخلاف.. أو الغضب والصراخ.. والقتل والتدمير والاعتداء على المنشآت والبشر.. الاختلاف يعنى الدعوة للنقاش والحوار للوصول على الأقل إلى منتصف الطريق.. غير أن الإخوان والمتأخونين ومن لف لفهم من اتجاهات أخرى.. لا يفهمون الأمر على هذا النحو.. ولذلك فالاختلاف عندهم يختلط بالخلاف والانفلات.. والعدوان.. وصولاً إلى مرحلة العربدة والبلطجة الفكرية والبدنية.. وفرض الرأى بالقوة "وإن كان عاجبكم".. فما معنى أن يقوم بعض شباب الإخوان وشباته باقتحام الجامعات وتدمير ممتلكاتها أى ممتلكات الدولة.. والاعتداء على أساتذة الجامعات.. ما معنى الاعتداء على سيارات ومدرعات الشرطة.. بل والاعتداء على سيارات مدنيين كل ذنبهم أنهم مروا أو أن سياراتهم كانت فى مكان المظاهرات والمصادمات.. هل هذا اختلاف أو خلاف أم "عافية وفرد دراع"..
ما معنى تعمد متظاهرى الإخوان تعطيل حركة المرور وتعطيل أمور الناس.. هل تظاهراتهم تعنى احتلال الشوارع وتحريمها على من عداهم.. من حقهم التظاهر فى حدود القانون.. ولكن ليس من حقهم أن يتحكموا فى أمور العباد.. لمجرد الغباء والعناد.. ما لهم كمتظاهرين وغيرهم من العباد.. هل التظاهر يعنى فرض الأمر الواقع بالقوة..
إن اعتداءات الإخوان المتكررة على المواطنين ممن يختلفون معهم فى الرأى.. ومنها ذبح سائق التاكسى فى المنصورة مؤخراً.. لا يجب أن تمر مرور الكرام ويجب التصدى لها أمنياً واجتماعياً وسياسياً وأمنياً.. لابد من تطبيق وإنفاذ القانون بالقبض على الجناة وبمنع التظاهر إلا بإذن كما يقول القانون.. اجتماعياً.. لابد من البحث عن وسائل لتوعية كل الأطراف.. إخوان وغير إخوان بما يعنيه الاختلاف والخلاف.. وأن التظاهر لا يعنى الضرب والقتل والحرق.. أين مؤسساتنا الاجتماعية الحكومية والأهلية من هذا الدور.. أين وسائل الإعلام من هذا.. أم أنها اكتفت ببرامج المصاطب الحوارية.. والمشاجرات السياسية.. أما سياسياً.. فيجب ردع المخالفين لأى قواعد سياسية .. فهناك وسائل قانونية يمكن اللجوء إليها لحل أى خلاف سياسى ..
إن كان هؤلاء الإخوان والمتأخونون يرون أن 30 يونيو انقلابا.. فليكن.. ولكن ( درء المفاسد مُقدم على جلب المنفعة) هكذا تقول القاعدة الفقهية.. وقد صدعوا رءوسنا بأنهم أهل الشرع وأهل الفقة.. وأهل الدين ..
فإن كانت منفعة الناس فى رجوع دولتهم – كما يدعون – فالمفاسد كالضرب والقتل والحرق والخروج على القانون.. يجب درؤها.. وبالتالى اللجوء إليها "مفسدة" لأنه لا.. ولن يجر إلاَّ الخراب لعموم الناس..
ولكن لأن الإخوان والمتأخونين ليسوا أهل فقه بل أهل مصلحة.. وغايتهم الحكم ليس إلاّ .. فهم يفسرون أى أمر من زاوية مصلحتهم هم ..
ولكن هل يتصور الإخوان والمتأخونون أنهم بما يفعلون من قتل وتخريب سيفرضون أنفسهم على مصر وشعبها..
إنهم كالدب تماماً الذى قتل صاحبه وهو يتصور أنه يُبعد الشر عنه.. غير أن الدب لم يكن يُدرك أنه يضر.. أما الإخوان فيدركون.. ويتعمدون.. يعنى "بلطجة".. وإن كان عاجب.