رئيس التحرير
عصام كامل

"الأعلى للثقافة" يحتفل باليوم العالمى للغة العربية.. القعيد: لغتنا تشعر بالغربة وسط أهلها.. مجمع اللغة يرفض التوفيق بين الفصحى والعامية.. فضل: "التعليم" تتجاهل الإشراف على المدارس الخاصة

فيتو

نظمت اليوم الأربعاء لجان القصة والدراسات الأدبية واللغوية والشعر بالمجلس الأعلى للثقافة، احتفالية باليوم العالمي للغة العربية تحت رعاية الدكتور صابر عرب وزير الثقافة، والدكتور سعيد توفيق الأمين العام للمجلس.


حضر اللقاء عدد من اللغويين والكتاب والمثقفين، وعلي رأسهم الكاتب والروائي يوسف القعيد، الذي أكد أننا نعاني من ازدواج لغوي.

وعن العامية المصرية أكد مرور 600 عام على إنشائها إلا أن مجمع اللغة العربية يرفض الاعتراف بها، كما يرفض فوز أي من الروايات التي تحوى ألفاظا بالعامية على جوائز في مسابقاته، مضيفا أن المجمع لا يقوم في نفس الوقت بأى محاولة للتقريب بين اللغة العربية الفصحى والعامية.

وأشار خلال كلمته إلى محاولات توفيق الحكيم ونجيب محفوظ للتقريب بين الفصحي والعامية، مؤكدا وجود مؤامرة من الغرب ضد اللغة العربية.

أضاف أن الفصحى نفسها تعرضت لاختراق من بعض المصطلحات والمفردات الأجنبية فهناك كلمات أصلها فارسي وإسباني وأجنبي وفرنسي، ويتم تداولها على نطاق واسع.

وطالب القعيد بتفعيل القانون الذي يعتبر وضع اسم اجنبي على شركة أو محل جريمة يعاقب عليها القانون، مشيرا إلى أن اللغة ليست مجرد كلمات لكنها هوية الشخص وجزء من ثقافته.

واستنكر أن يكون التدريس في الجامعات باللغات الأجنبية، مضيفا أن اللغة العربية تمر بأزمة حقيقية.

وقال الدكتور السيد فضل، عميد آداب بنها السابق مقرر لجنة الدراسات الأدبية بالمجلس الأعلي للثقافة في كلمته: "لدى قلق على العربية من أهلها، فلا خوف عندي على العربية لكن أخاف على أهلها"، مضيفا:" مصر مر على حكمها سلاطين، لا يتحدثون العربية، وظلت كما هي بينما رحلوا بلا رجعة".

وطالب فضل المجلس الأعلي للثقافة بتخصيص جائزة رفيعة للمهتمين بها، مستنكرا التدريس بالأجنبية. كما أبدي حزنه من الترجمة عبر الإنترنت والتي وصفها "بالمتخلفة".

واستنكر فضل قيام الهيئات والشركات بوضع شرط إجادة اللغة الأجنبية على راغبي الوظائف الجديدة وتجاهل اللغة العربية، مشيرا إلى تردى أحوال اللغة العربية في وسائل الإعلام المختلفة.

وهاجم فضل وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي، لتجاهلهما الإشراف على الجامعات والمدارس الخاصة، والتي تضع مدرسة اللغة العربية في مستوي متدن.

أما الدكتور يوسف نوفل، نائب مقرر لجنة الشعر فأكد أنه ترجم أكثر من 480 مجلد طب عربي عن اليونانية والهندية، ولكن صعد في النهاية نجم اللغة العربية في العصور الوسطي بفعل طاقتها الكامنة، بالإضافة إلى قدرتها على التعريب وسك المصطلحات.

وأشار أن الغرب اهتموا بمنتجات ومخرجات اللغة العربية، وأنشأوا مراكز للتراث العلمي القديم، ومنها العربي، بل حاولوا سرقة هذا التراث، وأطلقوا عليه تراث الشرق الأوسط.

أضاف أن اللغه العربية هي أقدم اللغات السامية، نسبة إلى سام بن نوح، لكنها ضاعت وسط غمار الاستعمار، فأصبحت اللغة الفرنسية لغة السياسة والدولة وصالونات الحكام والوجهاء، والإنجليزية لغة الكتاب والمثقفين، إلا أن اللغة العربية قبلت التحدي.

وطالب نوفل الشعب المصري بالاعتزاز بلغتهم واستثمار خصائصها في التنمية وإمكانية توظيفها في الترجمة وتدريس العلوم، وإعادة النظر في اللغة العربية، بما يعني عدم عزل النحو عن مناهج تدريس اللغة العربية.
الجريدة الرسمية