رئيس التحرير
عصام كامل

إعلان الطوارئ داخل دائرة محددة


توالت قرارات بقانون أصدرها رئيس الجمهورية بشأن الضرائب والتصالح في القضايا وفى أمور أخرى لا اعتراض عليها، وأرى أن الأولى به كان إصدار قرار بإعلان حالة الطوارئ في مناطق محددة دون سائر أنحاء الجمهورية من أجل مواجهة أعمال العنف والتخريب التي تتعرض لها هذه المناطق، وهي بالتحديد بعض الكليات التي يحشد فيها المخربون بعض الشباب والفتيات من العملاء والمرتزقة وبعض المخدوعين والمضَـللين، وهذه ليست بدعة وإنما هو أسلوب دستورى متبع في دول كثيرة تحت ظروف استثنائية خاصة، ومن هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية.


وكثيرا ما أصدر الرئيس الأمريكى قرارات بإعلان حالة الطوارئ في المناطق التي يجتاحها إعصار يهدد أمن وسلامة مدينة أو ولاية من الولايات، ويوقف العمل بالقانون المطبق في الولايات الأخرى لتحل محله قرارات استثنائية حاسمة تقوم بها قوات الحرس الوطنى الاتحادى التي لا تحاسب على ما تقوم به لحماية المواطنين والتصدى لأعمال النهب والسلب والسرقات التي تتعرض لها الممتلكات الخاصة والعامة بفعل العصابات التي تحترف استغلال حالات الفوضى.

وقد تابعنا ما حدث في انجلترا عندما تعرضت الممتلكات الخاصة والعامة لحالة فوضى أصدر على أثرها رئيس الوزراء قراراته الاستثنائية ولم يعبأ بردود الفعل التي استنكرت قراراته والمتشدقين بحقوق الإنسان، وأعلن قولته المدوية التي قال فيها عندما تتعرض البلاد للخطر فلا يسألنى أحد عن حقوق الإنسان.

وما حدث في بعض كليات جامعة الأزهر وجامعة القاهرة يفوق ما كان في بريطانيا يوم أعلن رئيس وزرائها تجاهله لحقوق الإنسان، بل وما يقوم به المخربون وبعض الشباب والفتيات من العملاء والمرتزقة والمخدوعين والمضَـللين يشبه ما كان في الولايات المتحدة يوم تعرضت إحدى مدنها للإعصار الذي استوجب إعلان حالة الطوارئ في تلك الدائرة المحددة وإطلاق يد الحرس الوطنى الاتحادى في اتخاذ ما يستوجبه الموقف من إجراءات وتصرفات.

وأظن أننا الآن أولى من غيرنا في اتخاذ قرارات استثنائية داخل دائرة محددة ومحدودة لا تستوجب سوى قرار من رئيس الجمهورية الذي بادر بإصدار قرارات بقوانين تعالج أمورا ليست ملحة، ومعالجة ما يجرى في الأزهر وجامعة القاهرة أولى بقراراته الجمهورية التي أصدرها.
ونسأل الله لنا وله العافية.
الجريدة الرسمية