رئيس التحرير
عصام كامل

سؤال محيرنى


المتابع للثورة المصرية منذ 25 يناير وما تلاها من غضبات ومليونيات ووصولاً لـ30 يونيو وما بعدها وحتى الآن.. سيجد العجب العجاب.. أشياء ولا فى الخيال.. ليس فقط على مستوى الأحداث ولكن على مستوى الوجوه والشخصيات..


فكم من وجوه لمعت.. وكم من وجوه انطفأت وخبا ضوءها.. وكم من وجوه طواها النسيان.. 
السؤال المحير.. هل للأمر علاقة بالأقنعة التى ارتدوها وسقطت فى أول منعطف فعلى.. أم بالمزاج العام للناس أم بالطرف الثالث.. الطرف الخفى.. الذى لم يعد خافياً الآن- الذى يلعب ويتلاعب من وراء عشرات الأستار.. وبواسطة عشرات الأيدى والاتجاهات.. 
ما علينا..
بعد 25 يناير بدأ صعود نجم الشباب حيث الكل طنطن وصرخ بأنها ثورة شباب وكيلت الاتهامات للأجيال السابقة.. التى اتهموها بأنها أجيال خايبة.. وضعيفة.. وأصابها الكبر وشاخت.. وأن صناع الثورة هم الشباب.. ونسوا أن الثورة نتيجة تراكم وأنك لا يمكنك الوصول إلى قمة الهرم دون البداية من السفح.. وذاعت.. ولعلعت أسماء وائل غنيم.. شادى الغزالى.. مصطفى النجار.. زياد العليمى.. عبد الرحمن يوسف.. إسراء عبد الفتاح.. نوارة نجم.. وغيرهم عشرات.. وفى يوم وليلة أصبحوا نجوم الإعلام المقروء والمرئى.. إما ضيوف دائمون أو مذيعون وكل منهم يقول ويفتى فى كل شيء السياسة والاقتصاد والتاريخ والمستقبل.. لقد نفخوا فى الشباب وبالغوا فى النفخ حتى أصبحوا بالونات وطواويس.. ولكن.. وبقدرة قادر توارت هذه الأسماء الواحد تلو الآخر.. وسقطت من المشهد.. ومع سطو الإخوان على الثورة وسرقتها أو الغدر بها اعتلى المشهد أسماء أخرى من طائفة العواجيز المتهمة بالشيخوخة والضعف.. أعضاء مكتب الإرشاد وشورى الجماعة.. والبرادعى.. نافعة.. عبد الجليل مصطفى.. حمدى قنديل.. وغيرهم إلى جانب فرسان السباق الرئاسى حمدين.. وعمرو موسى وأبو الفتوح ومحمد مرسى.. وبمجرد وصول محمد مرسى للكرسى.. بدأ بريق الشيوخ أيضاً يتوارى..إلا من بصيص " جبهة الإنقاذ ".. ثم بدأ شباب تمرد يظهرون على الساحة يحاولون أن يجدوا لأقدامهم ووجوهم موضعاً وموقعاً.. وقد كان إلى حين.. وبسقوط مرسى.. ومع 30 يونيو.. بدأت تلوح فى الأفق أسماء أخرى.. وعادت أسماء من غياهب التاريخ.. تنافست أخرى على أعتاب النهاية.. عجت الساحة بالأسماء غير أنه "ضجيج بلا طحن".. فلم يعد ينافس الفريق السيسى حتى الآن إلا أشباح شيوخ وشباب..


كل هذا والشعب فى واد آخر.. يهتم بأسماء ويتعلق بوجوه ثم لا يلبث أن ينساها ويتناساها لأنها لم تقدم له شيئا وجرت وراء مصالحها سواء التقت مع مصلحة الشعب أو تباعدت بفعل المصالح التى تتصالح وربما تتقاطع مع مصالح الشعب.. 

هل ذاكرة الشعب كذاكرة السمك.. أم أن كل هؤلاء أو معظمهم أو بعضهم.. مجرد أسماء بلا أفعال وبالتالى تسقط سهواً من الذاكرة بفعل فاعل. 

الجريدة الرسمية