"نيويورك تايمز": اختيار رئيس وزراء جديد لتونس كسر الجمود السياسي

رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن اختيار رئيس وزراء جديد لتونس مساء أمس (السبت) يعد نجاحا يذكر للأحزاب السياسية التونسية ضمن محاولاتهم لكسر أشهر من الجمود السياسي بين الحكومة التي يقودها الإسلاميون وأحزاب المعارضة العلمانية.

وذكرت الصحيفة أن "مهدي جمعة" الذي وقع الاختيار عليه سيقود حكومة تصريف أعمال لحين إجراء انتخابات العام المقبل، لافتة إلى أنه لم يتم ضرب موعد محدد لهذه الانتخابات.

وأشادت الصحيفة بالاتفاق على تعيين رئيس وزراء جديد باعتباره نجاح للمفاوضات متعددة الأحزاب ودليل على أن التحول الديمقراطي في تونس على المسار الصحيح.

ولفتت الصحيفة إلى أن تونس التي كانت شعلة انتفاضات الربيع العربي نجحت في تجنب المواجهات العنيفة التي وقعت في بلدان مثل مصر وتونس، وما زالت تعد النقطة المضيئة في المنطقة بعد أن سعت الأطراف السياسية إلى حل خلافاتهم من خلال المحادثات التي قدم فيها جميع الأطراف تنازلات أدت إلى توافق في النهاية.

ويذكر أن الإسلاميين وصلوا إلى السلطة في الانتخابات التي أجرت في عام 2012، ولكن في غضون عام تفاقمت الانتقادات لعدم الكفاءة والفشل في كبح جماح الإرهاب.

وأوضحت الصحيفة أن البلاد تكافح مع المظاهرات والجمود السياسي منذ اغتيال السياسي البارز "شكري بلعيد" في فبراير والقيادي في الجبهة الشعبية "محمد براهمي" في يوليو. وبعدها، طالبت أحزاب المعارضة باستقالة حكومة النهضة. وعلى إثرها انسحب أعضاء المعارضة من الجمعية الوطنية التأسيسية، وعلق العمل على إتمام الدستور الجديد والقانون الانتخابي.

وأشارت الصحيفة إلى أن تعين رئيس وزراء جديد تحرك من شأنه أن يجبر الجمعية التأسيسية على العودة إلى العمل وإكمال الدستور والقانون الانتخابي في غضون أسابيع، وبعدها سيتم تسليم السلطة إلى "جمعة". وفي غضون 8 أشهر سيتم إجراء الانتخابات.