رئيس التحرير
عصام كامل

مجلة أمريكية تعلق على قصة تائب مسلم مصري طبق على نفسه حد السرقة مرتين

الحرامي التائب -
الحرامي التائب - أرشيفية

رصدت مجلة "فرونت بيج" الأمريكية تقريرا تداولته صحف مصرية قبل أسبوع عن شاب قطع بنفسه يديه الاثنتين تطبيقا لحد السرقة حسبما تنص الشريعة الإسلامية في سابقة هي الأولى من نوعها.


وقالت المجلة - في تعليق على موقعها الإلكتروني الجمعة - إن العادة جرت على أن ينصب عنف الإسلاميين على الكفار أو غير المسلمين أو حتى المخالفين في المذهب، كالعلويين أو الشيعة على سبيل المثال، ولكن هذا الحادث أكد أن كثيرين لا يقفون على حجم الدور الذي يمكن أن تضطلع به الشريعة في دفع الأفراد إلى القيام بالعنف حتى تجاه أنفسهم، بحسب المجلة.

ورصدت "فرونت بيج" رواية لشاب مصري علي عفيفي - 28 عاما - قال إنه قطع بنفسه يديه الاثنتين تطبيقا لحد السرقة.. ويقول عفيفي الذي يلقب نفسه بالتائب إلى الله إنه وقبل أربعة أعوام قطع يده اليسرى بأن وضعها على قضيب سكة حديدية لتمر فوقها عجلات القطار دونما استخدام مخدر، معلنا أمام الناس الذين تجمهروا حوله مذعورين أنه كان سارقا وأراد بذلك التوبة إلى الله.

وبالطريقة نفسها التي قطع بها يده اليسرى قطع اليمنى بعد أن رأى أنه لا يستحق رحمة الله إذ عجز عن مقاومة إغواء الشيطان، بحسب تعبيره، فظل يسرق بيده اليمنى التي قطعها قبل ثورة 25 يناير بفترة وجيزة ليطمئن بذلك أنه لن يستطيع السرقة مرة أخرى، ليصبح علي عفيفي القاضي والجلاد على حد تعبيره.

والآن يشكو عفيفي، الذي يعيش في أسرة متواضعة الحال قوامها أبوه وأمه وأربعة إخوة بمحافظة الغربية في دلتا النيل، من شظف العيش قائلا بأسى إنه لا يتقاضى من الشئون الاجتماعية غير 215 جنيها مصريا ويسأل الحكومة أن توفر له عملا كريما أو راتبا خاصا وشقة ليبدأ حياة جديدة ويتزوج.. كما يسأل الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل السعودية أن يستضيفه باعتباره أول لص في العالم يطبق على نفسه الحد الذي نصت عليه الشريعة الإسلامية، بحسب تعبيره".

كما يدعو "نموذج التائب إلى الله"، كما يلقب عفيفي نفسه، السلطات المصرية إلى تطبيق الشريعة الإسلامية اقتداء به، مضيفا بإحباط "لقد أقمت على نفسي الحد وقطعت يداي، أما جماعة "الإخوان المسلمين" فلم تطبق الشريعة عندما تولت الحكم".

وكان والد علي الذي يعمل مؤذنا في أحد المساجد قد حاول مرارا وتكرارا إثناء ابنه عن السرقة، ولما باءت محاولات الأب بالفشل توجه بابنه قاصدا العديد من شيوخ وعلماء المسلمين وهناك سألهم الابن أن يقطعوا يده تطبيقا للحد بحسب ما تنص الشريعة الإسلامية إلا أن هؤلاء رفضوا قائلين إن الحاكم وحده المنوط بإقامة مثل هذه الأحكام وأن ثمة سلطات تتولى مسئولية التعامل مع مثل تلك القضايا.

وعلقت المجلة - في ختام تقريرها - قائلة إن كثيرين في الغرب سيتهمون علي عفيفي بالجنون، ولكن من الأهمية بمكان التنويه عن أن الشريعة الإسلامية – التي يعلمها جيدا هؤلاء الشيوخ الذين استشارهم على - لا تنص على قطع أيدي المجانين ولو كانوا لصوصا، إلا أنه يبدو أن هؤلاء الشيوخ لا يعتبرونه مجنونا.
الجريدة الرسمية