رئيس التحرير
عصام كامل

المحاكمات والابتسامات العريضة


عهدنا عند القبض على أحد أفراد الجماعة المحظورة أن تشرق الابتسامات أمام الكاميرات وتنطلق فرحة عارمة وكأن القبض عليهم هو مصدر السعادة والفخر لهم.


هذه الابتسامة التى تظهر السعادة ما هى إلا وسيلة لإبقاء آخر رباط القوة التى ضعفت والإبقاء على الصورة القوية التى هى فقاعة تتزايد ولا تلبث أن تنفجر مع أول اختبار لها.

الابتسامات توالت مع كل الأفراد وكأن هذا ما يملى عليهم أن يحتفظوا بالظهور بموقف السعيد والمؤمن بقضية والذى يوهم أن هذه الابتسامة قد تشكك أصحاب الرأى الآخر فى موقفهم أو أن تقوى المتوافقين معهم فى الرأى وتزيد من تمسكهم بمراكز القوى الباقية المؤثرة.

إلا أن الواقع مرير، فما يؤمنون به هو الوهم ولا تزيد هذه الابتسامات الناس إلا الاندهاش من مواقف غير مفهومة وكان من الأصلح ألا نضلل الناس أكثر مما حدث ولعل الفترة الماضية كانت خيرا لمصر حيث أتيحت لهم فرصة الحكم الذى فشلوا فيه وظهرت الحقيقة التى تركت أثرا سيئا لا ينسى على الأقل من الجيل الحالى ولن ينساه التاريخ أيضا ليذكر به الأجيال القادمة.

كفاكم ابتسامات تزيد الفقاعة حجما إلى أن تنفجر وكفانا تضليلا للفقراء والمهمشين وما رأيناه من فتيات الإسكندرية اللاتي رق حال البعض إليهن لظهورهن وهن يضحكن وسعيدات ويلبسن الثياب البيضاء التى تذكر المصريين بملابس الإحرام وكونهن بنات صعب حالهن على الكثير وللأسف ليس كما يدركن هن.

هن يدركن شعور بعض المصريين للإيمان بقضيتهن التى لا أساس لها وإنما فى الحقيقة الإيمان بأنهن على نياتهن ومغرر بهن فى قضية تم تضليلهن فيها وهن فى النهاية مصريات.

بدلا من الابتسامة التى تزيد من الأسى فلنعد النظر فى المواقف الواهية، فلسنا أعداء فى النهاية وكفاهم ما ضللوا به العباد وأزهقت فى سبيل أفكارهم الأرواح وسالت الدماء وهى فى رقابهم يوم الدين وليتوقفوا عن تجنيد الناس بحجة الدفاع عن الإسلام وإقامة شرع الله الذى لم ير أسوأ دعاية على مر التاريخ مثلما فعلوا به.

يذكرون الله تعالى جل وعلا ويقولون كلمات ترتاح إليها الأنفس من الكتاب والسنة وإنما هو حق يراد به باطل لإثارة الفتن والأمانة التى حملها الإنسان والتى أشفقت منها السماوات والأرض والجبال تقضى أن نرعى الله تعالى فى كل قول وعمل وأن كل قطرة دم تراق من أجل إرجاع عهد بائد ولى لهى فى الرقاب إلى يوم الدين.
الجريدة الرسمية