رئيس التحرير
عصام كامل

وجوه لها نور من الله‏


قد يصادفك الحظ الجميل لتلتقى بمن تشع وجوههم نورا يتلألأ بإشراقة تضفى عليك كل مشاعر الراحة والسعادة.

وجوه تعكس جوهرا من النقاء الذى قاوم آثار الحياة الصعبة والتى لم يسلم منها أحد من الناس .. صفاء يعكس طهارة القلوب التى تنعم بنور الله .. رحمة تعكس صلابة الإيمان وحسن الظن بربها بلا قلق أو خوف وتعمر قلوبهم بتقوى الله حتى يجدهم ربهم حيث أمرهم ولا يجدهم حيث نهاهم.


يوهب الله هذه النعمة إلى عباده الصالحين الذين ارتقت قلوبهم إلى القرب من السماء ويفتح الله لهم أبواب إجابة الدعاء وأبواب القلوب بسهولة دون عناء يذكر.

تتبدد فى وجودهم كل الآلام وتشعر بأن هناك أرضا رحبة واسعة من الطمأنينة والهدوء تتمنى أن تبقى معهم ولا ترحل أملا فى الائتناس بهم إنها قلوب تشتاق إلى الله فيشتاق إليها خلق الله .

لا يريدون منك شيئا ولا هدفا لمصالح أو منافع بينكم بل أنت الذى تطلب منهم أن يطلبوا شيئا حتى تنعم بإسعادهم لترى التقدير والبسمة على وجوههم كما ساهموا فى إسعادك ورسم البسمة على وجهك.

ترى كل منهم طيبا وترى منهم كل طيب ولا تسمع منهم إلا كل خير فلا يلفظون من قول إلا ويعلمون أن لديهم رقيب عتيد ولا يفعلون إلا ما يرضى الله من قول أو عمل ومن كثرة ما زاد وصفى زاد لدى الإيمان بأن هناك أشباه الملائكة يمشون على الأرض وسط البشر ولكن ننساهم وسط ضغوط الحياة المتعددة ونتذكر النماذج السيئة ولا نذكر تلك النماذج الرائعة.

عندما تقرأ تلك الكلمات يرى كل منا صورة  إلى ذاكرته بتلك المواصفات فتعلو الوجوه بابتسامة راحة وسعادة دون أن نفكر لماذا ابتسمنا ولماذا شعرنا بالراحة.

من يريد أن يكون ممن أنعم الله عليهم بالقرب من حضرته الشريفة؟ من يريد أن تفتح له القلوب أبوابها ؟ من يتمنى أن تعلو درجاته فى الدنيا والآخرة؟

البداية من القلب وما حوى .. البداية من الروح وما سمت .. إصلاح ما بين الإنسان وربه أولا وإصلاح ما بين الإنسان والإنسان ثانيا حتى تتحقق المحبة بين البشر.

مهما تلاقت الأرواح إلا أنها جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف وتبقى الأرواح الطاهرة المنيرة التى تسموا فوق كل الصغائر لترتقى وتعلوا فى قلوب العباد وعند رب العباد.

إنها بحق وجوه لها نور من الله.
الجريدة الرسمية