رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. عشوائيات الشرقية خارج نطاق الزمن.. سكانها يقيمون في عشش الفراخ ويأكلون من القمامة..لا يعرفون رئيسا ولا دستورا.. ولايهمهم سوى لقمة العيش.. أبو أحمد: أتحدى أن يعيش أحد المسئولين في بيتي 24 ساعة

فيتو

المناطق العشوائية بالشرقية يعيش سكانها أصعب أشكال الحياة ولا يهمهم في حياتهم سوى لقمة العيش، ولا يهتمون بمن يأتى رئيسا سواء كان ليبراليا أو إخوانيا، كل ما يتمنونه هو مسكن ولقمة عيش هذه أكبر أحلامهم.

"فيتو" رصدت المناطق العشوائية ومشاكلها بالشرقية حرصا منها على عرض الصورة أمام المسئولين. 

منطقة مساكن التجنيد
يعيش أهالي منطقة تل بسطة مأساة حقيقية، فلا حياة كريمة ولا مياه ولا صرف صحي، ويعيشون في أماكن لا تصلح لحياة بشر، يسكنون العشش مع الطيور، في منطقة أشبه بالمقابر ولا تعرف الحكومة عنها ولا عن سكانها شيئًا، فهم خليط من البشر يعانون كل أشكال المعاناة التي تعجز الكلمات عن وصفها، وأطفالهم يتغذون على القمامة. 

يقول أبو أحمد من سكان المنطقة، وهو رجل سبعينى تظهر على وجهه آثار الحياة الصعبة التي يعيشها: "هل يتحمل أحد المسئولين المعيشة في منزلى 24 ساعة فقط؟! أم سيصيبه الغثيان لمجرد الاقتراب من منزلى أو منى أو ربما يصيبه الغثيان حينما يقترب من فمه كوب ماء من المياه التي نشربها ونحن مغلقو أعيننا، أم لم يخض تجربة الأكل من القمامة التي أظنها من الأمور التي تستحق التجربة". مختتما كلامه قائلا: من لم يعش حياتنا لن يشعر بما نعانيه. 

ويضيف محمد عبد الله 47 سنة الذي تحدث بنبرة صوت يسيطر عليها الحزن قائلا: "أنا عايش أنا وأولادى في بيت عامل زى العشة وأنا راجل رزقى الوحيد هو أكوام القمامة، يبدأ يومى بالبحث داخل القمامة عن أي شىء يصلح للأكل أو الاستعمال أو للبيع، والناس بتموت بعضها عشان رغيف العيش كل يوم، والله بنقف في الطابور من بعد الفجر عشان بجنيه عيش، وقالوا لنا الحاجات هترخص بعد الثورة ومفيش حاجة رخصت، والله ما بقينا ناكل اللحمة والفراخ غير مرة واحدة في الشهر، وبنتى على وش جواز ومش عارف أجوزها منين نفسي حد من المسئولين ييجى هنا ويشوفنا عايشين إزاى".

منطقة الحلزونة "سكان المقابر والعشش" 
فلم تعد المقابر قاصرة على سكانها من الموتى فقط وإنما هي الآن دار لأناس هم من الأحياء، فقراء ومعدمون تحولت حياتهم إلى جحيم ألجأهم إلى سكن القبور ذاتها إلى جوار الموتى، فلا يسمعون سوى صمت الموتى وصراخ أقاربهم، ولا يستنشقون غير رائحة العظام بعد تحللها، كل هذا من أجل دولة حكمت عليهم بالموت قبل الحياة، أو خارجون على القانون يقصدونها لممارسة أعمالهم المنافية للآداب العامة، والترويج لتجارتهم الآثمة على مرأى ومسمع من الشرطة دون تدخل يذكر. 

في البداية تحدثت مع سيدة من أهالي المنطقة قالت: "إحنا مش عايشين فالأموات يعيشون حياة كريمة عن التي نعيشها وسط الزبالة ومياه المجارى، والصورة لم تتغير فالمشاكل كما هي، والثورة طلعت فشنك ومفيش حاجة اتغيرت".

وأشارت إلى أنها انتظرت الثورة التي نادت بالعدالة الاجتماعية وتحسين أوضاع الفقراء، لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، مضيفة "لما جت الثورة جه بعديها الإخوان واللى هييجى بعد الإخوان يا عالم هيكون زيهم ولا حد هيحس بينا".

وقال إبراهيم 45 سنة سائق، ولديه 5 أولاد: "أنا ما اعرفش حاجة عن الدستور ولا عن الرئيس، بس أنا أطالب الحكومة والرئيس اللى جاى، يهتموا بينا ويوفروا لينا بيت ولقمة عيش نضيفة".

مؤكدا أنه يعانى أشد المعاناة في حياته اليومية بتلك المنطقة الموبوءة الملوثة حيث يسكن مع أفراد أسرته فى منزل صغير، موضحا أنه اضطر إلى تسريح أبنائه لجمع المخلفات والخردة وبيعها بعدما انقطعت به سبل الرزق، فضلا عن عمل زوجته في الخدمة بالبيوت.

أما منطقة مساكن الزراعة بالزقازيق فأهلها يواجهون الأمراض الفتاكة، وأوضح أهالي تلك المنطقة ما يعانيه أغلبهم من أمراض كالفشل الكلوى بسبب تلوث مياه الشرب.
الجريدة الرسمية