رئيس التحرير
عصام كامل

حمدين وشكر وزياد.. إرحموا مصر!


حينما يصرح د.زياد بهاء الدين، نائب رئيس الوزراء بأنه ضد قانون التظاهر وما كان يجب أن يخرج من سلطة غير منتخبة، وعندما يقول نبيل فهمى وزير الخارجية اعترضت على توقيت قانون التظاهر ومضمونه، ولكن من الأفضل الالتزام به، وحينما نسمع من شخصيات سياسية أمثال حمدين صباحى وعبدالغفار شكر وآخرين من أهل النخبة بأن تحالف ٣٠ يونيو مهدد بسبب قانون التظاهر بل يطالبون بسحبه فورًا.. وعدم تطبيقه.


وفي خضم ذلك كله تخرج علينا حركة ٦ إبريل وعدد من الشباب المغيب المغرر لتتحدى سلطة الدولة وتقوم بمظاهرات بلا تصريح.

هكذا تبارت كل الحركات والكيانات وما يدعون بأنهم حقوق إنسان وثوار بالهجوم على القانون وعلى الحكومة!!

ويبدو أن كل هؤلاء لا يدركون خطورة ما يفعلونه الآن على مصر.. وإذا كانوا يدركون فتلك مصيبة واستهتار بالوطن.. وإذا كانوا لا يدركون فتلك مصيبة أكبر وعدم أهل للمسئولية!!؟

لقد أعطوا جميعًا الفرصة لأمريكا والأمم المتحدة والغرب برفضهم لقانون التظاهر المصرى ووصفه بأنه مخالف للمعايير الدولية مع أنهم يعلمون أن قوانينهم أكثر شدة وقيودًا.

كنا نتمنى من النخبة أن تكون قدوة للشباب في احترام لقانون صدر حتى لو كان عليه بعض الاعتراضات فيكون من خلال الحوار والقنوات الشرعية.

إن حمدين وشكر وزياد إنما ساهموا بقصد أو دون قصد.. بنية أو سوء نية.. بجهل أو دون جهل - الله أعلم - في تفجير الموقف في هذا الظرف العصيب الذي يتطلب التهدئة ولم الشمل.. لا التهييج والتحريض!!

إننا نعلم أن هناك من يريد نشر الفوضى وتخريب مصر وإسقاط الدولة وإفشال خارطة المستقبل.. وهناك اجتماعات يومية للتنظيم الدولى للإخوان تخطط وترصد المليارات لتنفيذ مخططهم.. فهل نساعدهم باختلافاتنا وتفضيل المصالح الضيقة على مصلحة الوطن.
هناك البعض من الداخل يريد إحداث حالة ضغط واستهداف مباشر للجيش والشرطة لتشويه صورتهما والعودة إلى الصدام والفوضى وإراقة الدماء وهو ما يريده أعداء مصر في الداخل والخارج.

نحن جميعًا مع حق التظاهر السلمى وتنظيمه بقانون حماية للمواطنين والمجتمع.. ولكن لسنا مع التظاهر غير السلمى الذي تشهده البلاد كل يوم من جماعة الإخوان وتجب مواجهته بالحزم والقانون..

كنا نرجو من المعترضين على القانون خصوصا ما يسمى بالقومى لحقوق الإنسان أن يعرضوا علينا قوانين التظاهر في العالم حتى نجرى مقارنة بقانون التظاهر في مصر لنعرف الفرق وأيهما أفضل لنا.. ولكن يبدو أنهم لم يقرأوا قوانين الخارج!

ولكنهم كعادتهم وكعادة بعض الأحزاب والحركات الثورية يعترضون من أجل الاعتراض وإثبات موقف.. المهم مصلحتهم وليس مصلحة مصر!!

كنا نتمنى من جبهة الإنقاذ ومن النخبة عموما أن يعملوا على حشد الجماهير نحو الاستفتاء على الدستور الجديد وبيان خطورة الامتناع عن التصويت.. فهذا يعنى إفشالا لخارطة المستقبل وثورة ٣٠ يونيو وعودة حكم الإخوان.

كنا نتمنى أن يقدم د.زياد بهاء الدين استقالته من الحكومة فورًا طالما أنه معارض لقانون التظاهر.. فمسئولية الحكومة تضامنية طالما أقرت القانون!

وأقول في النهاية حان الوقت للبناء.. فلا يمكن أن نعيش ثائرين أبد الدهر وهو ما أكده بالأمس رئيس الجمهورية المؤقت.. أما أصحاب المصالح والطامعون في كرسى الرئاسة وأصحاب الأجندات الخاصة والمتآمرون والخائنون.. أقول لهم جميعًا انكشفتم أمام الشعب..
ارحموا مصر كفاية.."الناس عاوزة تاكل عيش و توظف اولادها "
الجريدة الرسمية