رئيس التحرير
عصام كامل

"كفاية" ضلال يا قرضاوي.. !!


لسنا ضد الاعتصامات السلمية ولا ضد حرية التعبير عن الرأي بأي طريقة، لكننا نرفض حمل السلاح وتحويل الاعتصامات لبؤر إجرامية ترفع السلاح في وجه الدولة وتستهدف سلامة المجتمع وهيبة الدولة وسيادتها.


ولست مع اختزال المشهد السياسي في معركة مفتعلة بين دينية الدولة وعلمانيتها، كما يصورها بعض الشيوخ في حجم القرضاوي.. فالمصريون بفطرتهم أصحاب ضمير أخلاقي ديني يؤمنون بالتوحيد قبل الدنيا كلها، ولا يصح أبدا إقحام المجتمع في دائرة جهنمية من الصراع والانقسام والاستقطاب القائم على أساس ديني – كما يفعل الإخوان – وهو لا وجود له في واقع المصريين البسطاء الذين يعانون يوميا في حربهم مع عدوهم الحقيقي وهو "الجهل والفقر والتخلف والأمية والمرض"، كما لا يصلح إلهاء البسطاء بمواجهة بين معسكرين لا وجود لهما إلا في أذهان النخبة، معسكر الإيمان ومعسكر الكفر!!

كنت أتمنى على شيخ في حجم القرضاوي أن ينأى بنفسه وبمصر عن هاوية لا يعلم عاقبتها إلا الله، فليس من اللائق به أن يستعدي قوى أجنبية ضد مصر وجيشها بدعوى الشرعية.. وتأليب الجنود ضد قادتهم بل يبارك قتلهم على أيدي المجرمين، ولا أن يهاجم شيخ الأزهر الجليل بشكل غير مقبول، ولا أن يختزل الإسلام العظيم في مشروع الإخوان، وأن يصور سقوط هذا المشروع وكأنه سقوط للإسلام ذاته.

وكان حريًا به أن ينأى بنفسه عن مثل هذه "الترهات" وأظنه يوقن في نفسه بأن عاما في حكم مرسي وجماعته لم يقدم شيئًا ذا قيمة للإسلام ولا لمصر ولا للعروبة – بل وهذا ما سوف تكشف عنه الأيام القادمة – إن نظام الإخوان كان أكثر تنازلا وارتماءً في أحضان أمريكا وإسرائيل من أي نظام آخر، فقد سمح مرسي للأخيرة بتركيب كاميرات مراقبة على حدودنا وهو ما رفضه مبارك!!

ليت رموز الدين ورجاله ممن ينتمون إلى التيارات الإسلامية ينأون بأنفسهم عن مستنقع السياسة ويلتزمون بقول الله عز وجل " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ".. وليس بالتحريض على العنف واستعداء الخارج ضد الجيش وقادته والإصرار على الدفاع عن الباطل.. وتخريب وحرق الوطن وتعطيل حياة العباد والبلاد..!!

وياليت – آخرا- أن تسرع الحكومة بإصدار قانون مكافحة الإرهاب وإنشاء دوائر قضائية خاصة بقضايا الإرهاب الأسود لسرعة إصدار الأحكام.

نحن في معركة شرسة مع الإرهاب والإرهابيين تقودها ضدنا جماعة الإخوان برعاية أمريكا وبدعم من قطر وتركيا والتنظيم الدولي للإخوان.. فلا مكان إذن لإنصاف الحلول.. والحكومة يجب أن تكون قوية وتضع مصلحة مصر وأمنها القومي فوق أي اعتبار آخر.. فلا الوقت ولا الظروف يسمحان بالمهادنة أو الطبطبة مع أي أحد مهما كان سواء كان القرضاوي.. أو من يطلقون على أنفسهم نشطاء وثوارا وحقوق إنسان، فمصر فوق الجميع.. و"كفاية" ضلال يا قرضاوي.
الجريدة الرسمية