رئيس التحرير
عصام كامل

النضال


النضال أصبح الآن فى الشارع نضالا بالطوب والمولوتوف وجريا وكرا وفرا وقانونا لتنظيم التظاهرات ورفضا من جانب وقبولا من جانب آخر.. من يرفضون يقولون إن ذلك سيكون مدعاة للقمع ومن يقبلون يقولون إن ذلك فى بلاد العالم حتى يضمن حسن سير الدولة والطرق ومنع تهديد الآمنين .



النضال لا اختلاف عليه إذ النضال فى إنقاذ البلاد والعمل المخلص وتنمية روح المثابرة من أجل أن نضمن لأولادنا مستقبلا أفضل هو أرقى أنواع النضال.. فما نطالب به هو أن نزرع حتى نجنى.. وإنما ما يحدث الآن البعض يريد أن يحصد ما لم يزرعه أو يريد للأسف أن يحصد نتائج عمل غيره .

البطولات الزائفة التى تصنعها الظروف ليست بطولات حقيقية لأنها تمثل عملا زائفا أيضا ولا يهدف إلى شىء إلا أن الهالة الإعلامية بعدساتها المكبرة قد تصنع من قطة صغيرة أسدا كبيرا.

الديمقراطية التى يبحثون عنها هى ديمقراطية الفوضى التى يروج لها الأعداء حين يستضيفون ناشطا سياسيا كما يسمونه ويحترمونه ويبجلونه يشجع ذلك الآخرين على الاقتداء به وتصبح الفوضى من جهة والناشطون من جهة أخرى وجهين لعملة واحدة هى النيل من استقرار الدولة التى يُبنى عليه كل الحياة .

النضال هو النضال فى العمل والإنتاج.. النضال هو إزكاء روح حب الوطن على حب النفس أو الجماعة.. النضال هو تخليص مصر من شبح الإفلاس لتعدى الديون قيمة ما يملكه الوطن وأصبحنا نعيش عالة على الدول الأخرى مثلنا مثل ابن الباشا الذى يتباهى بأمجاد أبيه ويرى أن من حوله لا يعرفون قيمته ويعيش فى عزلة ناقما على كل من حوله وهو يشحت طعامه ولا يملك لأولاده إلا التباهى بالماضى .

ولكن للأسف ليس على الماضى يحترم الناس الفرد وإنما يحترمونه على ما يقدمه ويساهم فى رفاهية البشرية.. هذا نتاج عمل الإنسان وصنعه ولهذا خلقه الله تعالى ليعمل ويعمر الأرض لا أن يقف فى الطرقات ليتظاهر بالغضب ويدعو إلى بطولة زائفة .

والأكثر من هذا ينادون بعدم وجود قانون لتنظيم المظاهرات والعالم كله يعمل به.. والمنطقى أن يوجد الآن وإلا من ينادون بخلاف ذلك لا يمكن أن يكونوا يهدفون إلى الصالح العام.. فما نراه من مظاهرات فى الخارج وما نراه من مظاهرات مصر نجد فيه الدليل الواضح أن التقدم ليس بالكلام دون الفعل.. التقدم هو نظام متكامل للالتزام بالمسئولية قبل المطالبة بالحقوق .

الجريدة الرسمية