رئيس التحرير
عصام كامل

الثمن البخس


استقلال القضاء.. استقلال القضاء دائمًا ما نادى الإخوان باستقلال القضاء بل الأدهى من ذلك بأن تظاهر السياسي محمد مرسي عام 2005 مع القضاة تضامنًا مع المستشار أحمد مكي وأخيه المستشار محمود مكي عام 2005 معترضًا على تزوير الانتخابات التي تمت بواسطة القضاة التابعين للدولة، فكان الثمن العظيم أن يسجن محمد مرسي لمدة 7 أشهر؛ لأنه تجرأ وطالب باستقلال القضاء.

تمر الأيام ويشاء العلي القدير أن يصبح الرئيس مسجونًا والمعتقل رئيسًا لمصر العظيمة من خلال صفقة ثلاثية بين الإخوان والعسكر وماما أمريكا بل ويصبح المستشار أحمد مكي وزيرًا للعدل وأخيه المستشار محمود مكي نائبًا للرئيس.
وتتضح الصورة كاملة حين نرى أن الغرض من استقلال القضاء أن يستقل عن المجلس الأعلى للقضاء ليصبح قضاء مُؤَخْوَن يتبع المرشد، وشاطره رأسًا والويل كل الويل لمن يخالف ذلك.. هل أنا متجنٍ عليهم؟ حاشا لله أن أظلم عبدًا قد ظلم نفسه.
فحينما تقبض ميليشيات الإخوان على المتظاهرين ويعذبونهم ويحتجزونهم ثم يقومون بتسليمهم إلى النيابة العامة والتي توهموا بأنها نيابة المرشد المطيعة طاعة عمياء، ثم نجد الرئيس المنتسب لجماعة الإخوان يعلن أن اكثر من 80 متهما تم القبض عليهم بواسطة قوات الأمن (الميليشيات) واعترفوا بكل شيء "يا سلام".
فإذا بالمحامي العام المحترم يفرج عنهم جميعًا والذي هم في واقع الأمر المجني عليهم فكان جزاؤه أن ينقل من منصبه بطريقة بلدي أوي.. يا حسين إلى بني سويف.. وكأن صعيد مصر أصبح منفى لأي مغضوب عليه وكان ذلك عقابًا له؛ لأنه أحرج الرئيس ونائبه العام ووزير عدله ونائبه المستقل وطلَع الرئيس "صغنن" وسط جماعته وعشيرته وميليشياته.
ما ستجنوه الآن يا جماعة الإخوان ويا متملقي السلطة هو الثمن البخس وهو الشيء الوحيد الذي ستحصلون عليه وسيذكر التاريخ أن كل ما حدثتمونا عنه طوال سنوات نضالكم المزعومة ما هو إلا كذب وتضليل وسيذكر التاريخ أن سيادة المستشار مصطفى خاطر المحامي العام لشرق القاهرة أرضى ضميره وتصدى للسلطة الطاغية بلا خوف متحملًا نتيجة قسمه على احترام القانون وليس احترام الرئيس.
تحية لك أيها المناضل الهمام من مواطن بسيط.. وعار ألف عار لكل من باع ضميره بثمن بخس..
الجريدة الرسمية