تهديدات مرسى
هذه المرة مرسى لا يهدد بميليشيات التنظيم السرى الذى ينتمى إليه، فقد فشلوا فشلا ذريعا فى قمع الثوار والقوى السياسية، مثلما حدث فى مجزرة الاتحادية. لسببين: الأول هو فضيحتهم المدوية، ولو أننا فى دولة قانون لتمت محاكمة المحرضين من قادة التنظيم السرى للإخوان، ولتمت محاكمة مرسى على الدماء التى سالت وتسيل فى شوارع وميادين مصر.
السبب الثانى أنهم أدركوا أن العنف سيولد عنفا، فلن يصمت الطرف الآخر، بل سيواجه، وهذا حدث جزئيا فى الاتحادية، وحدث ويحدث فى ميدان التحرير والعديد من الميادين، وحدث فى مهاجمة مقرات الإخوان.
بدون شك إننا جميعا لابد أن ندين العنف أيا كان مصدره، لكن الإدانة الأكبر يتحملها الذى بدأ العنف ويتحملها من يحكم.
كان الحل الثانى هو أن يلجأ التنظيم السرى للإخوان إلى استخدام مؤسسات الدولة فى قمع المعارضين، وذلك بدفع وزارة الداخلية بضباطها وجنودها مجددا للمواجهة مع الشعب، والصمت على الانتهاكات المروعة والقتل العلنى للمصريين فى الشوارع، والخطوة الثانية هى دفع الجيش إلى الشارع مرة أخرى ليدفع مجددا ثمنا سياسيا لن يستطيع تحمله.
دعك من أن مرسى وتنظيمه السرى سيفشل حتما، مثلما فشل مبارك، بل فشله سيكون أشد، لكن هذا معناه أننا دخلنا معترك الدم، والتنظيم السرى للإخوان يمشى فى طريق اللاعودة، ولن يقدم حلا سياسيا حقيقيا.
فما معنى هذا؟
أولا الرفض التام من جانب القوى السياسية لأى مواءمات مع القتلة.
وثانيا نستعد لمعركة طويلة سيكون الثمن فيها باهظا.