رئيس التحرير
عصام كامل

حكومة الببلاوى تهدد الأمن القومى !


تعددت الحكومات والفشل واحد، الشعار الوحيد الذي ينطبق على حكومات مصر بالإجماع منذ حكومة عاطف عبيد وحتى الآن، الشعب وضع آمال كبيرة على حكومة الدكتور حازم الببلاوى وكانت النتيجة صفر على الشمال، جميعنا يعرف الظروف التي تولت فيها الحكومة، الأوضاع كانت صعبة للغاية، والاقتصاد شبه منهار، ووضعت عليها آمال الإنقاذ السريع للأفعال التي مارستها حكومة الإخوان التي ضيعت مصر ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهى النفس.



الحكومة بالإجماع إلا من رحم ربى دخلت في نفق مظلم وكتبت استقالتها بأفعالها وتركت بصمتها السيئة في نفوس الشعب، حتى أصبحت تهدد الأمن القومى سواء من خلال قراراتها أو عدم درايتها بمفهوم الدولة ومشاكلها وكيفية العمل مع الأزمات 


يجب أن تعترف الدولة للشعب بالأزمات التي تواجها اعترافًا صريحًا بصفتنا شركاء الواقع ومن حقنا أن نعرف ما يؤثر علينا لأننا أصبحنا في موقف كارثى يعتبر أزمة سياسية تؤدى إلى عدم استقرار الأوضاع وتهدد المصالح القومية والبنية الأساسية وصلت بنا إلى نتائج غير مرغوب فيها في وقت قصير وكل ذلك يحتاج إلى مواجهة، ولكن الأطراف المعنية الممثلة في حكومة الببلاوى غير مستعدة أو غير قادرة على المواجهة مما يدفعها إلى اللجوء لاستخدام العنف في مقابل العنف لأنها غير قادرة على صناعة قرار وغير مؤهلة للتعامل مع الأزمات بشكل يحافظ على الأمن القومى، وأصبح الوقت مناسبا لإقالتها.

الحكومة لا تعرف أن " الإدارة العشوائية واليأس واستعراض القوة " من ضمن أسباب صناعة الأزمات وهذا اتضح فور خروج قانون التظاهر للتناقش قبل انتخاب برلمان أو إعطاء الشرطة حرية الدخول للجامعة بدون إذن مسبق بالرغم من وجود حكم قضائى يمنع ذلك.. وفى وظل الاحتقان المستمر داخل الجامعات إلى جانب الثورة المنتظرة من العمال إذا لم يتضح مفهوم الحدين الأقصى والأدنى قبل شهر يناير المقبل أو عدم قدرتها على حل أزمة العاملين بالجامعات.

الغريب في كل هذه الظروف أن الحكومة تعلم علم اليقين أن هناك من الشعب من يحمل الفريق أول عبد الفتاح السيسى مسئولية أي خطأ يرتكبونه ورغم ذلك تتمادى في الأخطاء على الرغم من أن السيسى لم يتدخل في أي قرار حتى الآن في الدولة.. ويعمل بكل حسم على مواجهة الإرهاب في سيناء ولديه مهام كبرى يواجهها أكبر من التدخل في شئون الببلاوى وحكومته وهى مهام التفويض الذي حصل عليه من الشعب.

خلص الكلام.. وعلى كافة المسئولين بالدولة أن يعلموا أن الشعب واع وفاهم، ويعلم جيدا ماذا يفعل الإخوان وسياستهم ومدى سعى بعضهم إلى عدم الاستقرار للدولة ويعلم أيضًا ما تفعله الحكومة وما تواجهه من أزمات وليس لمجرد مساهمتكم في الثورة تصبحون وزراء.

وأحب أن أنبه.. أنه لا يجب تعيين أي وزير أو مسئول بالدولة أو قبول أوراق أي مرشح للرئاسة قبل أن يحصل على دورة في مفاهيم الأمن القومى وعلم الإستراتيجية ومفهوم الدولة حتى لا تتكرر مأساة الشعب برؤساء ومسئولين لا يعرفون أي شيء عن إدارة الدولة!

الجريدة الرسمية