رئيس التحرير
عصام كامل

مسئولية القلم.. والحساب العظيم


لا شك أن القلم رسالة أخلاقية رفيعة، وليس مجرد مهنة يتكسب أصحابها منها، وليس أدل على ذلك من تسمية الله لسورة في القرآن باسم "القلم"، وهي السورة التي زكى فيها أخلاق نبيه الكريم بقوله "وإنك لعلى خلق عظيم"، مما يضاعف المسئولية الأخلاقية لأربابه وحملته، إذ سيأتي شاهدًا على ما سطرته أيديهم من "أخبار وأفكار وآراء" قد تهدي أو تضل، تنفع أو تضر، تنصف مظلومًا أو ترمي بالبهتان بريئًا وتقع في الأعراض وتغتال السمعة.. وتقلب الحق إلى باطل..


قد يصنع الإعلام وطنًا حرا أو يعرقل مسيرته مثلما شهدنا بعد ثورة يناير – وما زلنا – للأسف من تهويل وتصفية حسابات وإشاعة بلبلة وتكريس الانقسام وإشعال الاستقطاب، وإلهاء الشعب بمسائل فرعية لا علاقة لها بأولويات المرحلة والقضايا المصيرية والإجابة عن سؤال المستقبل، وهو ما ندفع للأسف ثمنه حتى هذه اللحظة من انصراف عن الإنتاج ولهو وجدل في قضايا خلافية عبثية لا علاقة لها بحياة الإنسان واحتياجاته اليومية ومعارك التقدم..!!

وبقدر رفع الله "القلم" مكانا عليا بقدر ما يكون الحساب عظيمًا لحملة الأقلام وأرباب الفكر والعلم والحل والعقد.. وإذا كان القلم على هذا القدر من المنزلة الرفيعة فكيف بأصحاب الأقلام والأمانة والتكليف؟.. أيهم يستحق الحفاوة.. وأيهم يستحق العنة.. أيهم سخر قلمه لخدمة وطنه وشعبه دفاعًا عن أصحاب الحقوق في وجه الباطل.. وأيهم باع وطنه وخسر دينه.. وهل يستوي المنصف والمغرض والواعي بخطورة المرحلة والجاهل أو الحاقد أو الغافل عنها.. وهل يستوي عف القلم بمن أطلق سهامه للخصوصيات والحرمات وإغراقًا في الماضي وعزوفا عن المستقبل ومعاركه الحقيقة؟!

لاشك أن منظومة إعلامنا تحتاج جميعها لمراجعة وتغيير جذري وإصلاح كلي بعد أن أصابها العطب وأشياء أخرى كثيرة.
الجريدة الرسمية