رئيس التحرير
عصام كامل

استغاثة الشيطان


بعد أن تم سحق التنظيم الإرهابي تحت أقدام الإرادة المصرية الحرة، بدأ الشيطان يستغيث وتحولت ملامحه القبيحة إلي ملامح الملائكة وأخذ يبكي ويتوسل إلي العالم مرتديا زي الضحية المسكينة التي سقطت بين أنياب الضباع، ولكن الواقع يؤكد أن للشيطان معرفة عظيمة بأعماق الإنسان المصري لذلك هو لن يستسلم ولن ينسحب من الميدان أبدا، وعلينا نحن أن ندرك هذا ونزرعه في وجدان وفكر الأجيال القادمة .. المعركة مستمرة ولن تحسم في هذا الجيل كما يعتقد الكثيرون . 



فالجماعة الإرهابية ليست وحدها التي تصارع من أجل البقاء، ولكن هناك الوحش التركي معدوم الجذور، صاحب الحقد الدفين اتجاه مصر، هذا الذي وضعته الأقدار السيئة علي عرش مصر لأكثر من ٢٥٠ سنة ولم نر منه سوي القهر والجهل والسلب والنهب حتي أنه قتل من المصريين الآلاف وسخر منهم الصناع وأصحاب الحرف والمهارات وساقهم كالأغنام ليبنوا له عاصمة ملكه التي أقامها علي أنقاض القسطنطينية، لم يرحم البشر ولم يترك الحجر فهدم أبدع وأروع قصور مصر الخالدة وضرب كل مقومات وملامح مصر الحضارية في مقتل، فباتت مصر علي يديه قرية حقيرة يسكنها الجهل ويترعرع فيها شيطان القهر والذل ويكسوها ظلام الاستعباد .

هذا هو الشيطان التركي الذي مات ودفن منذ سنوات طويلة واليوم هو يريد أن يبعث من جديد مستغلا هؤلاء الذين أغواهم الشيطان واستحلوا دماء المصريين في طول البلاد وعرضها، فقتلوا الأبرياء في رابعة العدوية رمز العفة والطهارة، وقطعوا أطراف البشر ( الأيدي والأرجل والأصابع ) ونصبوا المشانق في حمامات الجامع وعلقوا عليها البؤساء من ضعاف النفوس والفقراء والأرامل حتي الأطفال والرضع لم يرحموهم، وكان سليم الأول قد بعث من جديد ليجسد جرائمه البشعة التي ارتكبها في ٢٨ يناير ١٥١٧م .

وهناك الطرف الثالث الذي يصارع من أجل البقاء أيضاً وهو كاليجولا العصر الحديث "باراك أوباما" الذي وجد نفسه يحكم العالم ويجلس علي عرش جلس عليه شرفاء كثيرون من جورج واشنطن وجون أدامس إلي روزفلت وأيزنهاور، فأخذ يعبث بتاريخ هؤلاء متوهما أنه يرسم خريطة العالم الجديد وبقدر تعاطفنا معه في بادئ الأمر بقدر كرهنا له الآن بعد أن سقط عنه قناع الملائكة وظهرت ملامحه الشيطانية، وكان هذا علي يد مصر، وسوف يحاكم هذا النجس قريبا من أهله وعشيرته وبعدها سوف يحاكم أمام التاريخ علي تحالفه الدنيء مع الأوباش وفكره القذر اتجاه أم الدنيا .

وأخيرا نعود لنتأمل توسلات إبليس ونشاهد مهاراته الفذة في استقطاب القلوب، ولكن قد سبق السيف العزل وتمزق ثياب الشر وبات عاريا، وسيذكر التاريخ أن رجال مصر الأحرار وإرادة شعبها العظيم قد سحقت أكبر وأعتى محاولة فاشية للنيل من غطائها الأيديولوجي وتركيبتها الاجتماعية المتفردة، لذا يجب علي الأجيال القادمة أن تعلم أننا في هذا الجيل قد بدأنا النضال فقط وهيأنا الطريق لهم كي يقوموا هم بحسم المعركة في السنوات القادمة، وننتظر جميعا اليوم الذي سوف يدفن فيه هذا الحقير ويكتب علي قبره الشيطان المستغيث .. ولمصر دائماً البقاء. 

الجريدة الرسمية