رئيس التحرير
عصام كامل

إخوانجى فى "بطنه ريح ما يستريح"


غمرتني الغبطة حين شاهدت أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، يدخل "قصر بيان"، لافتتاح القمة العربية الأفريقية المقامة في الكويت ممسكا بيد الرئيس عدلي منصور، ومصدر الغبطة أن تصرف الشيخ صباح بمثابة رسالة لملوك ورؤساء نحو 70 دولة ومنظمة دولية تحضر القمة، بأن دعم الكويت باق وأن مكانة مصر لم ولن تتأثر.


ولعل من فضائل الأزمة المصرية، أنها أسقطت أقنعة عن دول وجماعات وكشفت وجهها القبيح في التآمر لتقسيم مصر، كما نزعت الأزمة ورقة التوت عمن كنا نعتبرهم من الوطنيين، فإذا بهم عملاء تآمروا على "أم الدنيا" من أجل مال أو نفوذ أو دعما لجماعة إرهابية لا تؤمن بالوطن ولا يهمها إلا التنظيم الدولي والسيطرة على الحكم حتى لو كان الثمن التفريط في الأرض، ومن بين هؤلاء كاتب كنا نحسبه من الأخيار فإذا به من الإخوانجية الأشرار.

صاحبنا أصابته لوثة منذ عزل الجماعة، فحاصرنا بمقالات يومية يدافع فيها عن باطل وجرائم الإخوان، لكن مقالاته كشفته وجعلتنا نأسف على سنوات صدقنا فيها مزاعمه، لكن الحمد لله أن نزع عنه قناع الزيف وأصبح أمام غالبية المصريين مجرد "إخوانجي" يهذي من صدمة ضياع حلم الحكم والسلطة.

تأتيني مقالات الكاتب الإخوانجي عبر "الإيميل"، لكنني وجدت أن وقتي أثمن من أضيعه مع مقالات ينطبق على صاحبها المثل "اللي في بطنه ريح ما يستريح"، فهو يسعى بكل السبل لتحسين صورة "إخوان الشياطين" و"شيطنة" أي تصرف للحكومة المصرية والجيش العظيم الذي أنقذنا من الأبالسة، وبالصدفة البحتة وقعت عيني على مضمون مقال سعى فيه لتبرير تصرفات "المعزول"، ومحاولة نفي تهمة التخابر والتآمر عنه، والحقيقة أنني أسفت على تاريخ أضاعه الكاتب بما يسوقه من تبريرات ومقارنات لا تقنع حتى الأطفال.

اكتشف صاحبنا أن التخابر من مشتقات الأخبار وأن اتهام مرسي بالتخابر مع حماس لا يختلف عن اتصالات الفريق السيسي ورئيس المخابرات مع نظرائهما الأمريكيين، وتناسى الكاتب الإخوانجي أن وزير الدفاع ورئيس المخابرات يجريان اتصالات بحكم مهنة كل منهما، لكن الفلسطيني إسماعيل هنية غير ذي صفة وأن هناك حكومة شرعية في فلسطين، فعلى أي أساس يستقبله "المعزول" في قصر الرئاسة ويتشاور معه، ثم إن جاسوسية "المعزول" تسبق توليه الرئاسة، وملف تآمره على مصر يعتبر الأضخم في تاريخ العمالة والتخابر، منذ أن وشي بعالم مصري جليل وسلمه للمخابرات الأمريكية، كما أنه على اتصال شخصي ومباشر مع الظواهري رأس الإرهاب في العالم، وبالتنسيق معه أطلق سراح الإرهابيين والمجرمين وأدخل مصر آلافا من تنظيم القاعدة وأسكنهم سيناء ومعهم مجرمي حماس الذين باعوا قضيتهم وتفرغوا لقتل المصريين وتخريب بلدنا.

ثم إن "المعزول" تسلل عبر الأنفاق إلى غزة واتفق مع حماس على خطة اقتحام السجون وتهريب المجرمين أثناء احتجاجات يناير، وتعاون معهم لإدخال الأسلحة وإشاعة الفوضى والإرهاب في البلد، واستعان بهم لقتل الجنود المصريين حتى يتخلص من المشير طنطاوي وحاول تكرار الأمر للتخلص من السيسي أو على أقل تقدير إحراجه أمام الجيش لكن مخططه باء بالفشل، كما تآمر المعزول مع أوباما وأردوغان والحمدين بن جاسم وبن خليفة لتمكينهم من مصر يتصرفون فيها كما يشاءون نظير أن يظل وجماعة الشياطين في الحكم.

ثم ألم يحرم "المعزول" الشعب من الخبز والماء والكهرباء والبنزين ويرسلها إلى غزة، ألم يتفق مع أمريكا وإسرائيل وحماس على توطين الفلسطينيين في سيناء لتنتهي القضية على حساب أرض مصر وترتاح إسرائيل إلى الأبد، ألم يقل للرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه على استعداد لنقل شعب غزة إلى شبرا وتنتهي المشكلة، ألم يرفض تدمير أنفاق السرقة وتهريب المواد الغذائية والطاقة وخير مصر إلى غزة، وإدخال الأسلحة والمخدرات والمجرمين والإرهابيين من غزة إلى بلدنا حتى باتت مافيا تدر مليارات على هنية وجماعته الحمساوية الإرهابية؟!.. نكتفي بهذا القدر على أن يعالج الكاتب الإخوانجي ريح بطنه حتى يريحنا ويستريح.
الجريدة الرسمية