رئيس التحرير
عصام كامل

محمد محمود.. والإخوان!


لا يزال جدل السياسة ومتناقضاتها وضجها.. والعودة إلى ذكريات الماضي تملأ ساحة عدد من الحركات الثورية خاصة ٦ إبريل دون أن يشغل المتصاخبون أو من يطلقون على أنفسهم ثوارا  بالهم بتوقف الإنتاج ولا بإنجاز خارطة المستقبل بعد ثورة ٣٠ يونيو وخوض معركة الوجود بالبناء والتنمية وتحسين التعليم والصحة حتي لا يمن علينا أحد بمعوناته أو يهددنا بقطع مساعداته.. ولا بمجابهة مظاهرات الفوضي والتخريب التي يشعلها الإخوان وأشياعهم لتعطيل الحياة وضرب الاقتصاد والاستقواء بالخارج وبث الشائعات ضد الجيش وقادته لإثارة البلبلة والوقيعة بين الشعب وجيشه وشرطته.


أين الحركات الثورية من كل هذا.. وحسنا ما قررته بعض هذه الحركات ومنها «تمرد» بالامتناع عن حضور الاحتفال بذكري أحداث محمد محمود المقرر له اليوم تجنبا للفوضي وحدوث اشتباكات وما شابه ذلك بالإضافة إلى تفويت الفرصة على جماعة الإخوان وتهديدها باقتحام ميدان التحرير وإشعال الحرائق وإحداث فوضي عارمة وهو ما يسعي إليه أيضا المتربصون والكارهون للجيش والشرطة!!

لا أدري لماذا إصرار بعض الحركات الثورية الرجوع بنا إلى الماضي وذكرياته ومخاصمة الحاضر والمستقبل ولا أعتقد أن غالبية الشعب المصري ترضي أو توافق على ذلك.. بل ترفضه بكل شدة..

لأنها تعرف «مقصد» هذه الحركات من وراء ذلك حتي تبقي في دائرة الضوء بعد أن فشلت في العطاء والالتحام مع الجماهير..
الغريب أيضا أن مثل تلك الاحتفالات تتحول إلى عراك وشتائم في حق الوطن.. بل إلى إسالة الدماء!! ليستغلها أعداء الوطن في أن مصر لا تعرف الاستقرار.

المؤكد أن هذا اليوم سيكون حملا ثقيلا على جهاز الأمن فبالإضافة إلى تأمين ميدان التحرير وغيره من الميادين والمنشآت الحيوية.. فهناك أيضا تأمين لمباراة مصر وغانا التي يحضرها آلاف المتفرجين بينهم المتحمس.. والمتهور.. والمخطط لتنفيذ كارثة!

لذلك كله كنا نتمني أن تكون الحركات الثورية على وعي ويقظة وتمتنع مؤقتا عن أي دعوة أو الاحتفال بذكري تبدو في ظاهرها بريئة لكنها تنتهي دائما بإشعال النيران وإراقة الدماء.. ثم بعد ذلك نطالب من جديد بحق الشهداء والاحتفال بذكري جديدة.. ولا ننتهي من هذا المسلسل!

مصر تناديكم ياشباب أن تنحرطوا في الحياة السياسية والاستعداد للانتخابات البرلمانية والمحليات وأن تنشغلوا بالمستقبل.. فاستمرار الهدم لا يبني وطنا.

ونتمني أن تمر ذكري محمد محمود بسلام ولا تكون «فخا» جديدا نصبه الإخوان للتسلل إلى ميدان التحرير واحتلاله.. كما تسللوا قبل ذلك عن طريق الثوار واختطفوا ثورة ٢٥ يناير!
الجريدة الرسمية