رئيس التحرير
عصام كامل

ليست مصادفة!


هل هي مصادفة أن تقع حادثة اغتيال المقدم محمد مبروك الضابط بقطاع الأمن الوطني ومسئول ملف الجماعات المتطرفة بعد ثورة ٣٠ يونيو مع إطلاق مبادرة الإخوان العبثية.. وهل هي مصادفة أيضا أن يتزامن توقيتها قبل ساعات من الاحتفال بذكرى أحداث شارع محمد محمود؟!!


كل مبادرات الوساطة بين الإخوان والنظام التي تتبناها شخصيات إخوانية أو محسوبة على الإخوان من وقت لآخر.. يحدث بعدها عمليات عنف وقتل واغتيالات وكأن هذه المبادرات هي «كلمة السر» للإرهابيين لتنفيذ عملياتهم الإجرامية!

لماذا يبدو المشهد عبثيا.. حكومة غائبة ومتراخية في مواجهة عنف الإخوان ومظاهراتهم غير السلمية لتخريب الوطن، وتعطيل مصالح البلاد والعباد، أحزاب وقوى سياسية منزوعة الفعالية والتأثير، تمضي بلا أجندة وطنية واضحة ولا أولويات حقيقية ودائما ما تسبقها حركة الجماهير وحراك الشارع الذي يعرف بفطرته ووعية وضميره الحي ماذا يريد.. وربما أكثر منهم؟!

حركات ثورية ونشطاء كل ما يهمهم السياسة والتظاهر والاعتراض والنقد عمال على بطال ولا أدري لماذا لا ينشغلون بمعركتهم الحقيقية بحشد الشارع للاستفتاء على الدستور والاستعداد لانتخابات البرلمان القادمة وبناء مصر؟ ألا يدرك هؤلاء وهؤلاء ما يحاك لمصر وجيشها وشرطتها وقادتهما من مؤمرات في الداخل والخارج.. ألا تزعجهم جماعة الإخوان الإرهابية ومخططها لتخريب مصر؟!!

إلى متى سنظل ندور في حلقة مفرغة من مبادرات وهمية.. ولمصلحة من إرباك الوطن وتعطيل خارطة المستقبل في هذه اللحظة الحرجة.. ومن يهمه إطالة أمد الفوضى من خلال التفاوض -إن كان هناك تفاوض أصلا- لكسب الوقت في ظل ظروف هي الأشد خطورة في عمر الوطن.. لماذا الإصرار على إنهاك الجيش والشرطة رغم نجاحهما الملموس في تطويق الإرهاب، وتجفيف منابعه في سيناء؟ .. وهل.. وهل.

أوقفوا المبادرات فورا مع الإخوان.. وحاكموا من يقوم بها.. وآن الأوان أن تعلن الحكومة أن الإخوان «جماعة إرهابية».

ورحم الله شهيد الوطن الضابط محمد مبروك ومن يعتقد أن الشعب المصري سيخاف من هذا الوجه الكريه لـ«جماعة الإخوان» فهو واهم فالشعب هو الذي يواجه إرهاب الإخوان مع جيشه وشرطته بعد أن سقطت كل الأقنعة التي كانوا يتسترون خلفها.. وستكون نهايتهم على يديه بإذن الله.
الجريدة الرسمية