رئيس التحرير
عصام كامل

استهبال الإخوان!


الدولة هي من تمتلك فقط - وليس غيرها - استخدام القوة في مواجهة العنف والإرهاب والخروج على القانون، والدولة تتفاوض مع دول وليس جماعات.. وإذا قبلت الدولة -أي دولة- مجرد التفاوض مع حزب أو جماعة أو فرد فإن هذا معناه بوضوح إن الدولة ضعيفة أو لا توجد دولة من الأساس!


فما بالك لو كان التفاوض أو الحوار مع جماعة إرهابية ارتكبت أفظع الجرائم في حق مصر وشعبها وجيشها وشرطتها.. وتسعي من خلال مظاهراتها في الشارع والجامعة وهجومها على الجيش والإعلام والقضاء والشرطة إلى إسقاط الدولة.. والتدخل الأجنبي!

أتصور أن مبادرة الإخوان -إن كانت هناك مبادرة أصلا- لن تجد لها أي صدي حقيقي لا من الدولة.. ولا من الشعب لأن المصريين ببساطة اختبروا وعرفوا وجربوا فاشية وعنف وتسلط جماعة الإخوان خلال حكمهم لمدة عام كادت أن تصل فيه البلاد إلى حافة الهاوية.. ولم يحققوا فيه شيئا لصالح الجماهير العريضة التي زادت كراهيتهم لها إلى حد يصعب معه أي مصالحة على الأقل في الوقت الراهن!

إن أي مبادرة تخرج من أي قيادة إخوانية.. أو منتمي للإخوان ما هي إلا مناورة لم يعد أحد يصدقها أو يثق فيها فكم من مبادرات هزلية قدمت قبل ذلك كان الهدف منها كسب الوقت وإثبات أن هناك قوة على الأرض تتفاوض مع دولة وهو ما فشلوا فيه أيضا!

على جماعة الإخوان إذا أرادت الحوار أن تقدم عربونا «حسن نية» بإعلان توبتها واعتذارها أولا للشعب المصري عما بدر منها.. والاعتراف بثورة ٣٠ يونيو وخارطة المستقبل ومحاكمة كل من ارتكب جرائم دم.. وإنهاء ما يسمي خلط الدين بالسياسة، ووقف العنف فورًا.

أما غير ذلك فهو مجرد استهبال وضحك على الذقون لن يقبله شعب مصر.. بل سيزيده تماسكا وقوة.. وإصرارا على «عزلة» الجماعة لسنوات طويلة ربما تصل إلى أكثر من ثلاثة عقود من الزمان!

تعالوا ننسي مبادرات الإخوان الهزلية العبثية الوهمية وننشغل بما هو أهم وأجدي بناء مستقبل مصر.

ياسادة هناك طرف واحد فقط هو الذي يفرض شروطه هو الدولة.. أما حكاية أن هناك طرفين، كما يردد ذلك الدكتور أبوالمجد الذي ما زال يصر على مبادرته الفاشلة فهذا خطأ.. فلا يمكن أن تتساوي جماعة إرهابية مع دولة فما لك إذا كانت مصر.. والله عيب.
الجريدة الرسمية