رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. حكاية مأساة مزلقان المندرة بأسيوط

فيتو

52 شهيدا أرواحهم الطاهرة، تطارد الحكومات المتعاقبة، ورغم أن جثامينهم التي تطايرت إلى مسافة كيلومتر، في مشهد مهيب، اختلطت فيه دموع الضحايا بدماء الأهالي وتعالت فيه صرخات الشيب والشباب، النساء والأطفال، ورغم مرور عام على المأساة، التي لم يقدم فيها مسئول واحد للمحاسبة، لترفع الستار من جديد عن واحدة، من أهم صفات الحكومة المصرية الجديدة، ألا وهي "التطنيش"، ودن من طين وودن من عجين، كما هو معروف في المثل المصري. 

المكان شمال شرق مدينة أسيوط، الزمان 17 ـ 11ـ 2012، تحرك الأتوبيس رقم" 2032 "التابع لمعهد نور الهدي النموذجي، لنقل أطفال في عمر الزهور، يتوقف أمام منازل القرية الفقيرة، ويمر بين جنبات طرق غير ممهدة، "أسماء "في صوت هادئ بتحكي لـ"أحمد": هو النهاردة عندي تسميع الدرس الرابع؟ "محمد" يخترق الحديث بصوت جهور: أنا حافظ جزء عم، وهطلع الأول على الفصل. 

25 دقيقة هي الفاصل الدقيق مع الآية الكريمة "وأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا"، حقا هو القدر ولكن هناك أسبابا. 

المزلقان هو مزلقان قرية المندرة وعامل المزلقان غارق في نومه، الأتوبيس يعبر بتلاميذ المعهد إلى الناحية الغربية، لتقع الفاجأة، القطار رقم "165" المميز المتجه من أسيوط إلى القاهرة يصطدم بالأتوبيس ويقطعه بعد جرجرته لمسافة ما يقرب من واحد ونصف كيلو وتتناثر أشلاء، التلاميذ على قضبان السكك الحديدية، وتتطاير أوراق الكراريس والكتب، وهي تقول انتهى الدرس يا ولدي، لأول مره دماء التلاميذ تؤكد انتهاء الدرس قبل بدء الحصة.

أكثر من 5 ساعات يحاول فيها الأهالي لملمة أشلاء ذويهم، تارة من على قضبان السكك الحديدية، وتارة أخرى أسفل الطريق الملاصق لترعة الإبراهيمية، سيارات الإسعاف والدفاع المدني والإنقاذ في محاولات باءت بالفشل، اتهامات لنظام الرئيس محمد مرسي، وحكومته، وفشل يعقبه فشل.

وتمر الأيام والشهور، وحالة المزلقانات تزداد سوءا بعد سوء، وتاهت المكاتبات بين المسئولين في أورقة الغرف المغلقة، حتى القانون غيب وغاب كما يحدث في أروقة المحاكم، بحضور شهود إثبات وشهود نفى وقضايا مصيرها تأجيل بعد تأجيل، وأهالي الضحايا تحدث أحزانها وجروحها، في طيات وجنبات صدورها.
الجريدة الرسمية