طقوس احتفال شيعة مصر بـ"عاشوراء".. قراءة القرآن عقب صلاة الفجر.. وزيارة ضريح الحسين للمستطيع.. وإقامة مجالس عزاء سرية خوفًا من بطش التكفيريين
لا تزال إحياء ذكري استشهاد الإمام الحسين في يوم عاشوراء مسيطرة على الأجواء، خاصة وأن اليوم هو آخر أيام الاحتفال الذي يعود تاريخه إلى ما يقرب من1400 عام، عندما حاصر جيش يزيد بن معاوية الحسين بن على ومن معه في كربلاء على مشارف الكوفة بالعراق ودارت بين الفريقين معركة انتهت باستشهاد حفيد النبى صلى الله عليه وسلم.
وتختلف أجواء إحياء ذكري الحسين في مصر عن مثيلتها في العراق وباقي الدول ذات الأغلبية الشيعية، ففي كل من العراق وإيران، تقام مجالس العزاء علنًا، ويفضل الشيعة الأغنياء الذهاب إلى كربلاء، وحضور مجالس العزاء هناك حيث تتشح المدينة العراقية بالسواد، حدادًا على سيد شباب أهل الجنة.
وفي مصر ذات الأغلبية السنية، فالطابع مختلف خاصة في الأعوام الأخيرة مع صعود التيار الإسلامي للسلطة في عهد كل من المجلس العسكري وجماعة الإخوان بعد ذلك.
ورغم نهاية حكم الإخوان إلا أن بعض المنتمين للدعوة السلفية أسسوا ائتلافات هدفها محاربة الفكر الشيعي ووجوده بمصر، إلا أن ذلك لم يمنع شيعة مصر من إقامة مجالس عزاء رمزية، وزيارة المشهد الحسيني بالقاهرة.
ولليوم الأخير في إحياء ذكري عاشوراء طابع خاص، فهو نهاية أيام الحصار للحسين والتي انتهت بمقتله، لذلك حاولنا رصد طقوس ذلك اليوم.
يقول محمود جابر القيادي الشيعي أن طقوس يوم عاشوراء لها طابع مختلف لدي الشيعة، هذا الاختلاف مرتبط بشكل كبير بعادات وتقاليد كل دولة على حدا، موضحًا أن العراقيين معروف عنهم منذ القدم أنهم غلاظ، ومشهورون بالعنف لذلك خرجت من عندهم عادة التطبير "ضرب الرأس أو الجسد بالسيف" يوم عاشوراء، فهى ليست شعيرة شيعية كما يدعى البعض.
وأضاف أن الوضع مختلف بالنسبة لشيعة مصر فهم لا يستخدمون التطبير في إحياء الذكري كما يدعي بعض التكفيرين.
وأوضح أن الاحتفال يبدأ اليوم بقراءة القرآن عقب صلاة الفجر، والصلاة على محمد وآل محمد والدعاء لآل البيت، والدعاء للإمام الحسين، ثم زيارة ضريحه لمن يستطيع، وهناك يقرأ سورة الكهف، والدعاء والانصراف بعد ذلك، وفي المساء تقام مجالس العزاء، موضحًا أن في مصر مجالس العزاء تكون بالمنازل التي يتجمع فيها الشيعة أو في أماكن غير معروفة حتى لا تتعرض لهجوم المتشددين.
وأكد جابر أن مجالس العزاء تبدأ بقراءة القرآن ثم يروي ما حدث للإمام الحسين في كربلاء بداية من الحصار وحتى مقتله في اليوم العاشر، وإذا كان أحد الحضور ممن يحفظون اللطميات "أدعية وأناشيد يذكر فيها اسم الإمام الحسين وما حدث له" يقوم بترديدها وسط استماع الحضور، وبذلك تنتهي مجالس العزاء.
وحول مسألة الصيام، فيقول جابر إن هناك رأيين الأول هو الامتناع عن الطعام حتى الظهر تضامنًا مع الحسين الذي تمت محاصرته، ومنع الطعام والمياه عنه، وبعدها يكون الطعام بسيطا، أما الرأي الثاني فهو الصيام حتى المغرب.
وشدد جابر على أن ما حدث من موقف وزارة الأوقاف بإغلاق "مرقد الإمام الحسين" هو أمر غير مبرر، وفيه نوع من التحالف ولو بشكل غير مباشر مع السلفية "التكفيرية" بمصر وأن هذا لا يتناسب مع المطالب التي خرج من أجلها المصريون في الموجة الثورية الأخيرة يوم 30 يونيو، وأن حرية الاعتقاد والفكر لا تزال تحت الحراسة من قبل هؤلاء المتشددين، بتواطؤ معهم من الداخلية التي من المفترض أنها تحمي كل الشعب، لا تنحاز إلى فصيل يقتل أبناءها في سيناء بعملياته الإرهابية.