"أنا غلطان"
ليس لأننى اعتبرت فى مقالتى أمس عموم "الألتراس" ومعهم
الثوار "ضمير البلد". ولكن لأنه قد يُفهم مما كتبته أننى مرحب بكل ما
يفعلونه. فقد كتبت مختلفاً مع "ثوار الميادين" عنما هتفوا مثلاً
"يسقط يسقط حكم العسكر" دون أن يهتفوا مطالبين بضمانات تمنع التنظيم
السرى للإخوان من اختطاف الدولة.
بالمثل ليس معنى أننى معجب بهذه الظاهرة الجديدة
"الألتراس", فهذا معناه أننى موافق على كل ما يفعلونه. فعلى سبيل المثال
كنت مستاء ومازلت من قطعهم الطرق والمترو وتهديدهم بـ "القصاص أو
الفوضى". لأن هذا ضغط لا يليق على استقلال القضاء. ولكنى من ناحية أخرى أتفهم
دوافعهم ومقدر لعدم ثقتهم فى أى من مؤسسات الدولة. والمسئول الأول عن هذا هو حكومة
الإخوان ومن قبلهم المجلس العسكري. فهم أولاً الذين انتهكوا القانون, واعتدوا على
الحقوق وهذا يمهد الطريق لأن يلجأ خصومهم إلى ذات الطريق وهو ما حدث بالفعل.
ثانياً الحكومات المتوالية التى كانت تحت ولاية المجلس العسكري, ومن
بعدها حكومة الإخوان هى المسئولة عن توفير الأدلة التى تطلبها النيابة, وهو ما لن يفعلوه,
ليس فقط فى مجزرة بورسعيد ولكن فى كل المجازر التى وقعت فى العهدين.
لكنى قصدت مما كتبته أمس أن الرهان الأكبر الآن ليس على المعارضة
التقليدية, وهى نتاج استبداد عدة عقود فى بلدنا، ويحملون كل أمراض الاستبداد من
فردية وآليات غير ديمقراطية فى صراعاتهم .. إلخ.
لذلك أعتقد أن الرهان فى بلدنا, ليس على هذه النخبة, ولكن على كل من
هم خارج السياقات التقليدية, وهم ثوار الميادين والألتراس. وأظن أن مرار الأيام سيعلمهم
ويخرج منهم قادة حقيقيين جديرين ببلد عظيم هو مصر.