صيام عاشوراء.. يبدأ بالنية الخالصة والبعد عن الرياء
رغم الاختلافات التي تجتاح مجتمعاتنا الإسلامية، والاتهامات في صدق النوايا والأهداف، وتشتت الانتماءات، إلا أن المواطن البسيط، لا يزال يتلهف لمناسبة دينية يكفر بها عن ذنوبه المتعمدة وغير المتعمدة، لعله يستطيع نيل السعادة الحقيقية.
ومع صيام يوم التاسع والعاشر من محرم أول شهور العام الهجري، يجتمع المسلمون على تحقيق ماجاء في الحديث الشريف عن فضل صيام عاشوراء حينما قال الرسول صلى الله عليه وسلم:" أحتسب في صيام عاشوراء أن يكفر السنة الماضية "، ليحفز المسلمين على صيامه، تأسيًا بنبي الله موسى عليه السلام الذي صامه ومن معه احتفالًا وشكرًا لله في اليوم الذي نجاهم فيه من بطش فرعون فأغرقه وجنوده.
ليكن صيام عاشوراء سنة مؤكدة نسير بها على نهج رسول الله، فنكمل جوانب النقص غير المتعمد أو السهو في حياتنا وشعائرنا الدينية، خاصة في شهر "محرم" أو الشهور الحرم التي حرم فيها الخالق عز وجل القتال، وحدثنا رسول الرحمة عن فضله حينما قال صلى الله عليه وسلم:" أفضل الصيام بعد رمضان صيام شهر الله المحرم"، في دعوة صريحة للإكثار من صيام النوافل خلاله.
وبما أن الصيام علاقة خاصة بين العبد وربه، فلابد وأن يكون بالقلب والعقل والجوارح، فلا يقتصر فقط على الامتناع عن الطعام والشراب، ولا يكتمل أجره بمغفرة الرحمن إلا باتباع سنة نبينا محمد وما أمرنا به الله من آداب الصيام والتي تبدأ بترك لغو الحديث، والغيبة والنميمة، وغض البصر عما حرم الله، وأن يكون صيامًا خالصًا لوجهه عز وجل لا رياء ولا سمعة، مع الإكثار من قراءة القرآن والصلاة على المصطفى محمد وعلى أنبياء الله.
اللهم إنا نسألك العفو والعافية، في الدين والدنيا والآخرة، اللهم ارحم ضعفنا، واجبر كسرنا، واغفر ذنبنا، وبلغنا فيما يرضيك آمالنا، اللهم طهر قلوبنا، وزك نفوسنا، وأخلص نياتنا، وهذب أخلاقنا، وحسن أقوالنا، وأصلح أعمالنا، وضاعف أجورنا، وامح أوزارنا، وارفع درجاتنا، وبلغنا اللهم فيما يرضيك آمالنا برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم نلقاك وأنت راض عنا برحمتك يا أرحم الراحمين.