رئيس التحرير
عصام كامل

خبراء يحللون عودة "ليبرمان" إلى الخارجية الإسرائيلية.. منصور عبد الوهاب: نتنياهو يهدف لخلق تحالفات ضد معارضيه.. رفعت سيد أحمد: لن تؤثر على المفاوضات "الفاشلة" بين إسرائيل والفلسطينيين

أفيجدور ليبرمان رئيس
أفيجدور ليبرمان رئيس اللجنة الخارجية والأمن بالكنيست

فتح قرار عودة وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان إلى منصبه بابا واسعًا للمخاوف من مسلك أكثر تطرفا للخارجية الإسرائيلية؛ إذ يتزعم ليبرمان حزب "إسرائيل بيتنا" المعروف بمواقفه المتشددة.

وقال المحلل السياسي والمترجم العبري للرئيس الأسبق حسني مبارك الدكتور منصور عبد الوهاب: إن عودة ليبرمان بعد شغور المنصب قرابة الـ 7 شهور منذ تشكيل حكومة نتنياهو الأخيرة، يرجع إلى نجاح ليبرمان في تعميق العلاقات الإسرائيلية الأفريقية في فترته الأولى، ومن ثم تعميق العلاقات مع دول حوض النيل مما وضع مصر في مأزق، وشكل خطورة على الأمن القومي المصري والعربي.

وأشار عبد الوهاب - في تصريح لـ"فيتو" - إلى أن عودة الوزير الإسرائيلي إلى الخارجية لن تؤثر على ملف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية؛ لأنها تحت إشراف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزيرة العدل الإسرائيلية تسفي ليفني، مشيرا إلى أن هناك توافقا داخل إسرائيل على حدود المفاوضات مع الفلسطينيين، ما يعني أن عودة ليبرمان غير مؤثرة على سير المفاوضات.

وكشف عبد الوهاب أن رؤية ليبرمان للمفاوضات مع الفلسطينيين هي نفس رؤية نتنياهو، وهو ما يتم المباحثات عليه الآن، وهو مبدأ تبادل الأراضي، الذي يدور حول أن المناطق الفلسطينية التي تحتوي على كتل عربية تذهب للفلسطينيين، والمناطق التي تحتوي على مناطق يهودية - وأغلبها داخل القدس - تذهب لإسرائيل.

واستطرد: إن أسباب ترك مكان وزير الخارجية شاغرا حتى عودة ليبرمان يعود إلى توافق رأيه وأهدافه مع أهداف نتنياهو، وظهر ذلك جليا في الحكومة السابقة إضافة إلى أن نتنياهو يريد خلق تحالفات قوية داخل الحكومة لتأمين ظهره ضد المعارضين حتى لا تنشأ تيارات معارضة تهدد استمرار نتنياهو كرئيس للحكومة.

ويرى مدير مركز يافا للدراسات الدكتور رفعت سيد أحمد أن عودة ليبرمان للحكومة لن تؤثر في شيء على المفاوضات الجارية حاليا بين إسرائيل والفلسطينيين، لافتا إلى أن المفاوضات لم تقدم شيئا جديدا كونها بدأت منذ بداية تسعينيات القرن الماضي، وأثبتت فشلها وما هي إلا مضيعة للوقت.

وأوضح سيد بأن عودة ليبرمان للحكومة ما هي إلا أداة لتنفيذ الأجندة الإسرائيلية في الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وخطوة أكثر تطرفا.

وأكد مدير يافا أنه حال تعيين أي شخص ممن يسمون بـ"المعتدلين" فلن ينجز جديدا في ملف المفاوضات، لافتا إلى أن الأراضي الفلسطينية لن تسترد إلا بالمقاومة المسلحة والمقاومة السياسية والاقتصادية ضد إسرائيل.

ويذكر أن الكنيست الإسرائيلي صدق أمس على تعيين رئيس حزب إسرائيل بيتنا النائب أفيجدور ليبرمان في منصب وزير الخارجية، وأشار تقرير للإذاعة العامة الإسرائيلية أن 62 نائبا أيدوا هذا التعيين فيما عارضه 17 نائبا بعد نقاش استغرق وقتا طويلا انتهى بأن  ليبرمان فور التصويت أدي يمين الولاء. 

ويذكر أن أفيجدور ليبرمان كان قد شغل هذا المنصب خلال فترة ولاية الحكومة السابقة إلا أنه قدم استقالته من منصبه في أعقاب تقديم لائحة اتهام بحقه. 

وقد تم تأجيل هذا التعيين بعد أن برأت المحكمة مؤخرا ليبرمان من التهم التي نسبت إليه.

جدير بالذكر أن منصب وزير الخارجية كان خاليا حينما شكل نتنياهو الحكومة الحالية، وكان يقوم بأعمال هذا المنصب نائب وزير الخارجية زئيف ألكين التي تمت المصادقة عليه بالإجماع أيضا للبقاء في هذا المنصب بعد عودة ليبرمان.
الجريدة الرسمية